kawalisrif@hotmail.com

بشراكة مع اليونيسيف … لقاء بوجدة حول ظاهرة تشغيل الأطفال بالمجال الحضري

بشراكة مع اليونيسيف … لقاء بوجدة حول ظاهرة تشغيل الأطفال بالمجال الحضري

في خطوة جريئة ضمن مسارها السنوي لمناصرة قضايا الهجرة وحقوق الطفل، وتحت لواء برنامج “هجرة وتمكين” بشراكة مع منظمة اليونيسيف، أشعلت جمعية الشبيبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة شعلة الوعي بمدينة وجدة، من خلال تنظيم يوم دراسي استثنائي حمل عنواناً ثقيلاً: “محاربة تشغيل الأطفال القاصرين بالمجال الحضري”.

الحدث، الذي احتضنه فضاء الجمعية يوم الخميس 15 ماي، لم يكن مجرد لقاء أكاديمي، بل صدى حقيقي لمعاناة الطفولة المغتصبة، عرف مشاركة ممثلين عن هيئات رسمية ومدنية، من بينها الخليتين الجهوية والمحلية لضحايا العنف، وزارة التربية الوطنية، التعاون الوطني، ومكتب حفظ الصحة، إلى جانب وجوه فاعلة من المجتمع المدني.

صرخة حورية عراض.. الطفولة في مهب العجز الاجتماعي

افتتحت رئيسة الجمعية، السيدة حورية عراض، اللقاء بعرض مؤلم وصريح، تحدثت فيه عن تصاعد ظاهرتي تشغيل الأطفال والهدر المدرسي، واصفة إياهما بالقنبلتين الصامتتين اللتين تهددان مستقبل أجيال بأكملها. وأشارت إلى أن أطفالاً كُثُراً يُجبرون على العمل في بيئات لا ترحم، محرومين من أبسط حقوقهم في اللعب والتعليم والحياة الكريمة.

وأكدت عراض أن الجمعية أطلقت عدة مبادرات لمحاصرة الظاهرة، من خلال حملات توعوية واستقطابية تستهدف الأطفال وأمهاتهم، في مسعى لزرع بذور الأمل في قلب العتمة.

القانون يتحدث .. لكن الواقع يصرخ

من جهتها، سلطت الأستاذة فتيحة النجاري، نائبة وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بوجدة، الضوء على الإطار القانوني الناظم لظاهرة تشغيل القاصرين. وأكدت أن المشرع المغربي، من خلال المادة 143 من مدونة الشغل، يحدد سن التشغيل في 15 سنة كاملة، انسجاماً مع الاتفاقيات الدولية، مع إقرار ضمانات تحمي الطفل من المهن الخطرة التي تهدد سلامته الجسدية والنفسية.

ورغم أن القانون يعترف بواقع الظاهرة، إلا أن الأستاذة النجاري شددت على أن ذلك لا يعني التساهل، بل يُعدّ محاولة لتنظيم وضع قائم تفرضه معادلات الفقر والهشاشة.

توصيات ورسائل من قلب وجدة

عرف اللقاء أيضاً مداخلات لممثل التعاون الوطني وعدد من الفاعلين المدنيين الذين تطرقوا لمواضيع كبرى كضرورة التمكين الاقتصادي للأسر، تعزيز قدرات الجمعيات في الترافع، وتتبع الأطفال العائدين إلى الدراسة لضمان إدماجهم الكامل.

وفي ختام اليوم الدراسي، رفعت توصيات عملية طموحة، تصلح لتكون خريطة طريق نحو مغرب يُنهي فصول الاستغلال الصامت للطفولة، ويؤسس لواقع أكثر عدلاً وإنصافاً.

كواليس الريف:    متابعة

17/05/2025

Related Posts