يواصل المغرب وإسبانيا تعميق تعاونهما في مجال حماية البيئة ومكافحة حرائق الغابات، من خلال تبادل الخبرات والتجارب في إدارة غابات الفلين، وذلك في إطار منتدى دولي نُظم بمنطقة “كامبو دي جبل طارق” ما بين 12 و16 ماي 2025، تحت عنوان “محمية المحيط الحيوي بين القارات في البحر الأبيض المتوسط”.
المنتدى شكّل منصة لتقاسم المعرفة العلمية والتقنية، وضم باحثين وخبراء من الأندلس والمغرب، ناقشوا سبل الإدارة المستدامة للغابات، واستعرضوا الإجراءات الوقائية والعلاجية لمواجهة التحديات البيئية، خاصة الجفاف وحرائق الغابات المتكررة. كما تم التطرق إلى استعادة الغطاء الغابوي المتدهور والمعروف محلياً بـ”السيكا”.
وشهد اللقاء اجتماع اللجنة المشتركة للمحمية، بحضور ممثلين عن الشركاء المغاربة والإسبان، بالإضافة إلى المدير العام للمناطق الطبيعية المحمية بحكومة الأندلس، خوسيه إنريكي بورالو، ورئيسة مجلس محميات المحيط الحيوي بالأندلس، آنا فيلايسكوسا، إلى جانب نائب عمدة بلدية الجزيرة الخضراء المكلف بالبيئة، خافيير فاثكيث هويثو.
وركزت أشغال اللجنة على تتبع تنفيذ خطة العمل 2016-2025 الخاصة بالمحمية، وتقييم المشاريع المنجزة أو الجاري تنفيذها على ضفتي المتوسط. كما تم تنظيم أيام تقنية مموّلة جزئياً من الصناديق الأوروبية في إطار خطة التعافي والتحول والمرونة (PRTR)، ركزت على مواضيع من قبيل التشجير، واستغلال الفلين، والإدارة البيئية المتقدمة، بالإضافة إلى مشروع Life CO2RK الرامي إلى التخفيف من آثار التغير المناخي.
واختُتم المنتدى بزيارات ميدانية إلى “مكتبة الفلين” ومركز الدفاع الغابوي في “ألكالا دي لوس غاثوليس”، حيث تم الاطلاع على مشاريع محلية نموذجية مثل تأهيل المؤسسات التعليمية القروية، ودعم السياحة البيئية، وجهود الوزارة الإسبانية في استعادة الغطاء الغابوي المتضرر من الجفاف.
وتُعد محمية المحيط الحيوي بين القارات في البحر الأبيض المتوسط الوحيدة من نوعها على مستوى العالم، إذ تمتد على مساحة تقارب مليون هكتار موزعة بين المغرب والأندلس، وتزخر بتنوع بيئي وبيولوجي فريد يشمل المناطق الجبلية الشاهقة، والسواحل، ومضيق جبل طارق، مما يجعلها نموذجاً رائداً في التعاون العابر للحدود في مجال حماية البيئة.
20/05/2025