في مشهد انتخابي لا يخلو من الدراما والتشويق، أسدلت المحكمة الإدارية بفاس الستار، ليلة أمس الإثنين، على فصل مثير من فصول السياسة المحلية بجماعة بني فراسن، بإلغاء انتخاب الغازي اجطيو، البرلماني السابق عن حزب الأصالة والمعاصرة، بعد فوزه في انتخابات جزئية مثيرة للجدل.
القرار، الذي نزل كالصاعقة على أنصاره، يأتي عقب طعن تقدم به خصمه عبد العالي العزري، مطالباً بإلغاء نتائج الانتخابات الجزئية التي جرت يوم 22 أبريل الماضي. المحكمة لم تتأخر كثيراً، إذ نظرت القضية في جلستين فقط قبل أن تحسم لصالح العزري، لتفتح بذلك الباب أمام تساؤلات مشتعلة حول مستقبل التمثيلية السياسية بالمنطقة.
الغازي اجطيو، المعروف بلقب “مرضي مرتو”، أثار جدلاً واسعاً بعدما خاض الانتخابات في مواجهة أفراد من عائلته، بينهم والدته، ليعود بعدها ويُرشح زوجته التي فازت برئاسة الجماعة بعد عزله من المنصب. هذه “المعركة العائلية” الاستثنائية، التي شغلت الرأي العام المحلي، لم تمر دون أن تترك آثاراً سياسية وقانونية عميقة.
وقد سبق لاجطيو أن واجه تهماً ثقيلة أمام غرفة الجنايات بفاس، تتعلق باختلاس وتبديد أموال عامة، ما ألقى بظلاله على مشروعية ترشحه. وبرغم حصوله على 179 صوتاً مقابل 19 و11 لمنافسيه من فيدرالية اليسار وحزب الاستقلال، لم يشفع له هذا التفوق العددي في النجاة من مقصلة القضاء.
فهل تكون هذه نهاية طموح “مرضي مرتو” السياسي؟ أم أن للدراما السياسية ببني فراسن فصولاً أخرى لم تُكتب بعد؟
20/05/2025