شهدت مدينة طنجة تصاعدًا في موجة الجدل بعد انتشار مقاطع مصورة وتصريحات تفيد بتعرض عاملات قاصرات لسوء المعاملة ومحاولات تحرش داخل إحدى وحدات الخياطة، ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط المهنية والحقوقية. هذه الوقائع دفعت الجمعية المغربية لصناعات النسيج واللباس – فرع الشمال، إلى إصدار بلاغ رسمي شديد اللهجة أدانت فيه بشدة كل أشكال الإساءة والاستغلال الموجهة للفتيات القاصرات في القطاع، معتبرةً أن ما جرى يمثل انتهاكًا صارخًا للكرامة الإنسانية وخروقات واضحة للقوانين الوطنية والمعايير الدولية.
وأكدت الجمعية في بيانها رفضها القاطع لأي نوع من أنواع استغلال الطفلات، ودعت إلى فتح تحقيق عاجل ونزيه لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين قانونيًا، مشددة على ضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للضحايا المحتملات، ضمن مقاربة تحترم كرامتهن وتعيد إليهن الثقة في مؤسسات الحماية. كما شددت الهيئة على أهمية احترام الشروط القانونية والإنسانية في توظيف الفتيات، وخاصة القاصرات اللاتي يجب أن يحظين بحماية صارمة ضمن الأطر التنظيمية، معتبرةً أن ذلك من مسؤوليات القطاع الأخلاقية والمهنية.
وفي خطوة استباقية، أعلنت الجمعية عن إطلاق برامج تأهيلية موجهة للقاصرات تشمل التدريب المهني والدعم النفسي والاجتماعي، بهدف تمكينهن من الاندماج الآمن والسليم في سوق العمل مستقبلاً. وحذرت في الوقت ذاته من خطورة انتشار وحدات الإنتاج غير المنظمة، وحملت المسؤولية لأصحاب هذه الوحدات الذين يواصلون توظيف الفتيات خارج الأطر القانونية والرقابية. وختمت دعوتها بتشديد الحاجة إلى تعزيز المراقبة داخل قطاع النسيج، معتبرةً أن حماية كرامة العاملات، لا سيما القاصرات، يجب أن تكون أولوية مشتركة لكل المتدخلين لضمان بيئة عمل آمنة ومحترمة.
20/05/2025