kawalisrif@hotmail.com

في مهمة دبلوماسية محفوفة … “التقدم والاشتراكية” يطرق أبواب كاراكاس وهافانا لتغيير قواعد اللعبة في ملف الصحراء المغربية

في مهمة دبلوماسية محفوفة … “التقدم والاشتراكية” يطرق أبواب كاراكاس وهافانا لتغيير قواعد اللعبة في ملف الصحراء المغربية

في تحرّك دبلوماسي جريء وغير مسبوق، يستعد وفد رفيع من حزب التقدم والاشتراكية المغربي، يقوده أمينه العام محمد نبيل بنعبد الله، للانطلاق في جولة سياسية إلى معقلَي الاشتراكية في أمريكا اللاتينية: فنزويلا وكوبا، بهدف اختراق جدار الدعم التاريخي الذي يقدّمه هذان البلدان لجبهة البوليساريو.

هذه الزيارة، التي تدخل في إطار ما يصفه الحزب بـ”الهجوم الدبلوماسي الحزبي”، تستهدف قلب موازين المواقف الإيديولوجية الراسخة لدى حكومتي كراكاس وهافانا، اللتين لا تزالان من أبرز المؤيدين للطرح الانفصالي، وممن يعترفون بـ”الجمهورية الصحراوية” المعلنة من طرف واحد.

وأفاد بلاغ صادر عن المكتب السياسي للحزب أن القيادة الحزبية أخذت علماً بكافة الترتيبات الجارية لإنجاح هذه الجولة الدقيقة، التي تضم إلى جانب الأمين العام، مسؤول العلاقات الخارجية سعيد البقالي. وتشكل الزيارة جزءاً من تحرّك واسع النطاق لتكثيف الترافع السياسي حول ملف الوحدة الترابية، وتوطيد جسور الحوار مع الأحزاب اليسارية الحاكمة في البلدين.

وتأتي هذه المبادرة في ظل واقع تاريخي معقّد؛ فكوبا كانت ذات يوم الداعم العسكري الأول للبوليساريو، حين زوّدتها بالسلاح في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، فيما لم تتردد فنزويلا –خصوصاً في عهد تشافيز ومادورو– في احتضان الخطاب الانفصالي ومهاجمة الموقف المغربي في المحافل الدولية.

لكن اليوم، يحاول المغرب –وبصوت حزبي هذه المرة– أن يفتح ثغرة في جدار التأييد اللاتيني للبوليساريو، مدعوماً برؤية ملكية واضحة، عبّر عنها العاهل المغربي في خطابه البرلماني الأخير، حيث شدد على أهمية “إقناع الدول القليلة التي ما تزال تسير ضد منطق الحق والتاريخ، بالحجج السياسية والقانونية والروحية”، داعياً إلى تعبئة وطنية شاملة تشارك فيها المؤسسات الرسمية والأحزاب والبرلمان.

 

21/05/2025

Related Posts