kawalisrif@hotmail.com

الجزائر تتحرك متأخرة في موريتانيا … والمغرب يرسّخ ريادته غرب إفريقيا بخطوات استراتيجية سبّاقة

الجزائر تتحرك متأخرة في موريتانيا … والمغرب يرسّخ ريادته غرب إفريقيا بخطوات استراتيجية سبّاقة

في محاولة متأخرة للحاق بركب الانفتاح الاقتصادي نحو إفريقيا، يزور وزير التجارة الداخلية الجزائري، الطيب زيتوني، العاصمة الموريتانية نواكشوط لحضور الدورة السابعة لمعرض المنتجات الجزائرية، في وقت يواصل فيه المغرب تعزيز حضوره الإقليمي بثبات ونجاح.

ورغم الاحتفاء الرسمي بزيارة الوزير الجزائري واستقباله من قبل الرئيس الموريتاني، إلا أن هذه الخطوة تعكس، أكثر مما تؤكد، شعور الجزائر بضرورة التحرك في وجه التمدد المغربي المتنامي في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث رسخ المغرب حضوره عبر مشاريع تنموية عملاقة واستثمارات استراتيجية سبقت الجزائر بسنوات.

الطريق البري تندوف–الزويرات، الذي تُعوّل عليه الجزائر كممر لوجستي واعد، يأتي في وقت بات فيه المغرب شريكاً مفضلاً للعديد من الدول الإفريقية، بوفي مقدمتها موريتانيا، بفضل بنيته التحتية المتطورة، وشركاته الاقتصادية الرائدة، وعلاقاته السياسية المتينة مع القارة، بل وحتّى انخراطه الفعّال في مبادرات جنوب–جنوب.

ويبدو أن الجزائر، التي تفتقر إلى رؤية اقتصادية شاملة في إفريقيا، تحاول عبر “دبلوماسية المعارض” أن تملأ فراغاً أحدثته سنوات من الغياب والانغلاق. لكنها تواجه تحديات هيكلية تتجاوز تنظيم فعاليات تجارية، أبرزها غياب الانسجام بين الفعل الاقتصادي والخطاب السياسي الذي طغى عليه الطابع التصادمي، لا التعاوني.

في المقابل، يواصل المغرب نهجه الواقعي والبراغماتي، معتمداً على سياسة القرب والتعاون المتوازن، ما جعله فاعلاً موثوقاً به في مشاريع البنية، الطاقة، التعليم، والتمويل داخل العمق الإفريقي.

وفي الوقت الذي تُمنّي فيه الجزائر النفس بعقود شراكة رمزية خلال أيام المعرض، كان المغرب قد وقّع فعلياً على شراكات استراتيجية كبرى، كمشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، وميناء الداخلة الأطلسي، ناهيك عن الحضور الوازن للبنوك والشركات المغربية في أكثر من 27 بلداً إفريقياً.

النتيجة؟ المغرب يصنع الفارق… والجزائر تحاول اللحاق.

25/05/2025

Related Posts