توافقت الجهات الحكومية التي تترأسها أحزاب الشعب على اقتراح مشترك للأولويات التي يجب طرحها للنقاش في المؤتمر الثامن والعشرين للرؤساء، المقرر انعقاده في السادس من يونيو بمدينة برشلونة. وجاء في مقدمة مطالبهم إعادة النظر في نظام التمويل الجهوي، وتعزيز البنى التحتية في مجالات الطاقة والنقل، إلى جانب التحكم الصارم في الحدود وسياسات الهجرة، معتبرين هذه الملفات ذات أولوية قصوى ومستعجلة. ويأتي هذا الاقتراح رداً على دعوة الحكومة الإسبانية التي طلبت من الجهات المحلية تقديم موضوعات اهتمامها، رغم تأخر بعض الجهات في الرد بعد الموعد المحدد.
ويشهد الملف المالي توافقاً بين 14 حكومة جهوية من أصل 19 على ضرورة إصلاح نظام التمويل المعمول به منذ 2009، حيث أبدت جميع حكومات حزب الشعب، بمن فيها مدينتا سبتة ومليلية، تمسكها بإعادة هيكلة الديون وضمان صرف المخصصات المالية بمرسوم ملكي. أما في مجال الطاقة، فقد طالبت الجهات ذاتها بزيادة الاستثمارات التقنية في شبكات الكهرباء وتطوير مصادر طاقة احتياطية لضمان استقرار النظام، فيما نددت بنقص البنية التحتية الحيوية خاصة في قطاع النقل السككي، مؤكدة على دور الدولة الحصري في مراقبة الحدود والهجرة. وفي السياق ذاته، أعرب رئيس حكومة مليلية، خوان خوسيه إمبرودا، عن تشكيكه في فعالية هذا النوع من اللقاءات، معتبراً أن مجرد الاجتماعات لا تكفي لمعالجة قضايا حساسة مثل التمويل والسيطرة على الهجرة.
إلى جانب مطالب حزب الشعب، طرحت جهات أخرى مطالب خاصة، من بينها حكومة مورسيا التي طالبت بعقد اتفاق وطني حول المياه، وأخرى يسارية مثل أستورياس التي تسعى لإدراج استثمارات في مجالات الدفاع والأمن، فيما اشترطت حكومة الباسك مشاركتها مناقشة موضوع الانتقال الطاقي وتقليل الانبعاثات الصناعية. وفي المقابل، حددت الحكومة المركزية موضوعات رئيسية مثل السكن وتحسين التعليم المهني والجامعي، ولاقى هذا المقترح قبولاً من جهات مثل كتالونيا ونافارا، حيث عبر رئيس حكومة كتالونيا، سلفادور إيلا، عن أمله في التوصل إلى اتفاق يضمن السكن الميسور. ومن المنتظر أن يُقر جدول الأعمال النهائي في اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقرر في 28 مايو، بمشاركة جميع الجهات والهيئات ذات العلاقة. ويجسد انعقاد المؤتمر بوضوح الفوارق السياسية والإقليمية العميقة التي تعترض التعامل مع التحديات الوطنية المشتركة.
27/05/2025