الناظور – كواليس الريف :
في مشهد يختلط فيه الواقع بالعبث، تحوّلت سلسلة فنادق “ميركور”، التابعة لمجموعة “أكور” الفرنسية العالمية، من عنوان للجودة والراحة إلى نموذج صارخ للاختلال والتسيب، خاصة في وحدتها بمدينة الناظور.
القضية التي تفجّرت مؤخرًا كشفت عن ممارسات غير مهنية وأجواء من الفوضى، بدأت بحكايات غريبة عن “الاستحمام وكيّ الدواب”، والتي شكّلت يومًا ما ماضيًا مهنيًا لأحد المسؤولين الحاليين بفندق ميركور – الناظور ، قبل أن يُعيَّن لاحقًا في موقع مسؤولية داخل الفندق … هذا التحول المثير للاستغراب رافقته روايات متواترة عن تجاوزات واختلالات في التسيير وجودة الخدمات.
الاسم الذي تصدّر المشهد هو “سعيد النعيمي”، النادل السابق في أحد فنادق مدينة الجديدة، والذي عاد إلى الواجهة في ظروف تثير العديد من التساؤلات … سلوكياته وقراراته كانت محط انتقاد متزايد من زملائه، الذين وصفوا نهجه بـ”غير المهني” و”غير الجاد”، مشيرين إلى سجله المهني المثقل بالملاحظات السلبية، إضافة إلى علاقات مشبوهة مع بعض المسؤولين السابقين بميركور-الريف بالناظور .
من بين الأسماء المثيرة للجدل، يُشار إلى الشاوش “سعيد”، المعروف بلقب “ميستر غايت”، والذي ارتبط اسمه بتسيير سهرات ماجنة كانت تُنظم داخل الفندق، في تجاوز صارخ لطبيعة المرفق السياحي ولمبادئ المهنية والاحترام التي يفترض أن تسود في مؤسسات من هذا النوع. وقد ساهمت هذه الممارسات في ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب، وأدت إلى تدهور صورة الفندق.
تفاعلاً مع هذه الفضائح، باشرت مجموعة “أكور” تحقيقًا داخليًا استند إلى شهادات مستخدمين وتقارير إعلامية، ركّز على شبهات سوء التدبير وتجاوزات مالية وإدارية، من بينها استهلاك مشروبات فاخرة دون تسجيل، واستغلال مرافق الفندق لأغراض شخصية. وتحويل أماكن التدليك للجنس ، وتشير المعطيات إلى غياب واضح لآليات المراقبة والمساءلة، ووجود امتيازات تُمنح خارج الأطر القانونية.
هذه الوقائع أثارت قلق مهنيي القطاع، وأعادت إلى الواجهة تساؤلات حول مدى احترام بعض المؤسسات الفندقية بالمنطقة للمعايير … كما دفعت عددًا من الفاعلين إلى المطالبة بتدخل عاجل من الجهات المختصة لإجراء افتحاص شامل واتخاذ إجراءات صارمة تضمن احترام كرامة الزبائن وحقوق المستخدمين.
وفي انتظار نتائج التحقيق، تبقى صورة “ميركور – الريف” قاتمة وسط مشهد تعبث به رائحة الفوضى وغياب الحوكمة، في وقت تبقى فيه السياحة بالمنطقة أكبر الخاسرين، وهي التي كانت تراهن على الانتعاش، فإذا بها تتعثر مجددًا تحت وطأة الفساد وسوء التدبير.
28/05/2025