kawalisrif@hotmail.com

سجن سلوان-الناظور :   ماذا بعد وفاة المعتقل سفيان غرباوي في الزنزانة ، وماذا عن صمت الجهات المسؤولة رغم تظلم عائلته !

سجن سلوان-الناظور : ماذا بعد وفاة المعتقل سفيان غرباوي في الزنزانة ، وماذا عن صمت الجهات المسؤولة رغم تظلم عائلته !

في بلاد تتغنّى بشعارات “الكرامة” و”حقوق الإنسان”، لفظ شاب في ريعان شبابه أنفاسه الأخيرة وحيدًا في زنزانة باردة، خالية من الدواء، خالية من الرحمة. سفيان غرباوي، ضحية جديدة في مسلسل الإهمال الممنهج داخل أسوار السجون المغربية، وبالتحديد في السجن المحلي بسلوان، حيث تحوّلت الزنازين إلى مقابر باردة، تُجهز على أجساد المعتقلين بالصمت والإهمال، وتدفن آمالهم تحت الركام الإداري والفساد المؤسساتي.

سفيان المتحدر من زايو ، لم يمت لأن أجله حلّ، بل قُتل على مراحل، بالإهمال الطبي، بالتجاهل الإداري، وباللامبالاة المتجذّرة في نفوس القائمين على سجن سلوان الذي يفترض أنه إصلاحية .

الشاب دخل السجن مظلومًا، مريضًا، طاردًا لحقه، في قضية نصب واحتيال بطلها شخصا هاربا إلى مدينة السعيدية يدعى محمد البزازي، الذي ظلّ حرًّا طليقًا، ينعم بحريته، بل ويُحرر له محضر “على المقاس”، بعد عودته من طرف شرطة زايو ، ليُطلق سراحه .

أما سفيان، فطُوِي ملفه بسرعة، قُدِّمَ وأودِعَ السجن رغم تحذيرات أسرته من وضعه الصحي الخطير: مشاكل مزمنة في القلب، أزمة تنفسية حادة، لا قدرة له على تحمل ظروف الاعتقال.

لكن لا أحد استمع، لأن إدارة السجون لا تسمع إلا صوت النقود، ولا ترى إلا مَن يستطيع الدفع أو التدخّل. أما البقية، فيُنسون كما تُنسى القمامة في الأركان المظلمة.

وها هو سفيان يموت كما يموت الحيوان في الزاوية، دون علاج، دون حتى أن يُمنح الحق في التنفس.

عشرة أيام كانت كافية لانتزاع روحه. عشرة أيام من الإهمال و”القتل البطيء” ، والسؤال الآن: من يُحاسب؟ من سيضع أصبعه على جرح مفتوح تنخره جراثيم الفساد داخل المؤسسات السجنية؟ أية عدالة هذه التي تُفرج عن الجاني وتُعدم الضحية خلف القضبان بصمتٍ مريب؟

إن ما حدث مع سفيان الغراوي ليس حادثًا فرديًا. إنه انعكاس لنظام سجني مأزوم، فاسد، يبيع الوهم ويُمارس القتل الإداري المقنن. وأشد ما في الأمر إيلامًا أن الدولة تلوذ بالصمت، كأنها شريكة في الجريمة، أو كأن حياة سجين لا تستحق أكثر من سطر في محضر أو بلاغ بارد من إدارة عامة تسعى لتلميع صورتها الخارجية بينما تغض الطرف عن مآسي الداخل.

هل أصبح السجن مكانًا للموت فقط؟ وهل السجناء مجرد “أرقام” في تقارير دورية تُرفع لتبرير الاعتمادات المالية؟ وأين هو شعار “إعادة الإدماج” إذا كان المصير هو القبر، والحق في العلاج مجرد نكتة سذجة لا يضحك عليها أحد؟

 

29/05/2025

Related Posts