في مشهد غير مألوف، تشهد الأسواق المغربية هذه الأيام “سباقاً أبيض” من نوع خاص! فأسعار الدجاج، الذي لطالما كان بديلاً هادئاً على المائدة، تحوّل فجأة إلى نجم الموسم، لتُحلّق في سماء الأسعار على وقع تغيّرات مفاجئة في عادات العيد.
في مختلف مدن المملكة، شهدت أسعار اللحوم البيضاء قفزة مثيرة خلال اليومين الماضيين، لتصل بالجملة إلى 18 درهماً للكيلوغرام، فيما ارتفعت لدى الباعة بالتقسيط إلى 22 درهماً، في زيادة تفوق 30% مقارنة بالأيام القليلة الماضية. هذا الصعود المفاجئ في الأسعار رافقه صمت ثقيل من الجهات المسؤولة، وغياب واضح لأي تدخل لفرملة جشع بعض المضاربين في السوق.
السبب؟ قرار ملكي تاريخي ألغى شعيرة ذبح الأضاحي لهذا العام، في ظل أزمة الجفاف وتراجع القطيع الوطني، ما دفع الآلاف من الأسر المغربية إلى البحث عن بدائل لإحياء أجواء العيد… والدجاج كان أول المرشحين.
تحوّل الدجاج إلى “قُربان العصر” فجأة، ووجد التجار في هذا الإقبال الجنوني فرصة لا تعوّض لرفع الأسعار، وسط تراجع القدرة الشرائية وارتفاع منسوب الغضب الشعبي من الاحتكار والفوضى التي تعيشها الأسواق.
لكن رغم هذا الارتفاع، لم تفقد الأسر المغربية روحها المبدعة. فبدل الخروف، اختارت الكثير من العائلات إحياء العيد بطريقتها الخاصة: دجاج مشوي، طقوس تقليدية، وروح تضامن ترفض أن تنكسر تحت وقع الغلاء.
ورغم هذه الفورة في الأسعار، يرجّح متتبعون أن تعود اللحوم البيضاء إلى طبيعتها بعد العيد، لأن السوق المغربي، كما هو معروف، يتنفس على إيقاع الطلب أكثر من كلفة الإنتاج.
إلى ذلك الحين، يبقى الدجاج “ملك المائدة”، وإن كان تاجه هذه المرة مرصعاً بأرقام مرتفعة، ونظرات متحسّرة من الجيوب المثقلة بالهموم.
04/06/2025