kawalisrif@hotmail.com

من سورينام :   سلامة النائب الأول لرئيس مجلس المستشارين يدعو إلى حكامة مناخية شاملة ويقدم نموذجاً رائداً للمغرب

من سورينام : سلامة النائب الأول لرئيس مجلس المستشارين يدعو إلى حكامة مناخية شاملة ويقدم نموذجاً رائداً للمغرب

باراماريبو – سورينام

في سياق إقليمي ودولي يتسم بتحديات مناخية غير مسبوقة، ألقى النائب الأول لرئيس مجلس المستشارين، وأحد قادة الدبلوماسية البرلمانية المغربية، كلمة مؤثرة خلال جلسات برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي (Parlatino) بالعاصمة السورينامية باراماريبو، حيث دعا إلى بلورة حكامة مناخية شاملة، قائمة على العدالة والمسؤولية الجماعية، مقدّماً في الآن ذاته التجربة المغربية كنموذج ملهم في الجنوب العالمي.

وفي مداخلته التي حظيت باهتمام واسع من نخبة البرلمانيين والخبراء وصنّاع القرار، شدّد ممثل المملكة المغربية على أن التغير المناخي لم يعد تهديداً مؤجلاً، بل أصبح واقعاً ضاغطاً يهدد الاستقرار البيئي والاقتصادي والاجتماعي، لاسيما في الدول التي لم تساهم تاريخياً في التلوث، لكنها اليوم تدفع ثمنه الأبهظ.

وسلّط النائب الأول لرئيس مجلس المستشارين الضوء على مؤشرات خطيرة، مثل تصاعد درجات الحرارة، واتساع رقعة التصحر، وتكرار حرائق الغابات، وذوبان الأنهار الجليدية، التي تحوّلت من ظواهر استثنائية إلى نمط بيئي متكرّر. وأكد أن هذه التحولات تضع العالم، خاصة القارة الإفريقية والدول العربية، أمام تحديات وجودية تتعلق بالأمن الغذائي والمائي، والهجرة القسرية، والهشاشة الاجتماعية.

ودعا المغرب إلى إرساء مبدأ العدالة المناخية، من خلال تقاسم عادل للأعباء والمسؤوليات، مع إقرار التزامات دولية صارمة للحد من الانبعاثات، وتشجيع الطاقات المتجددة، وتمكين الدول النامية من الوصول إلى التمويلات والتكنولوجيات المستدامة.

كما أكد على دور البرلمانيين في صياغة وتبني سياسات بيئية فعّالة، عبر التشريع، والترافع، والرقابة، ونشر الوعي البيئي، مشدداً على أن المناخ لم يعد قضية ظرفية بل التزاماً أخلاقياً وإنسانياً عابراً للأجيال.

عرض عبد القادر سلامة أبرز محاور الرؤية الاستباقية للمغرب في مواجهة التغيرات المناخية، من خلال :

— مشروع “نور” للطاقة الشمسية في ورزازات، أحد أكبر المشاريع عالمياً في مجال الطاقات المتجددة.

— سياسات مبتكرة في تدبير الموارد المائية، تشمل تحلية المياه، وربط الأحواض، وتشجيع الري بالتنقيط.

— إدماج التربية البيئية في المناهج الدراسية، لترسيخ ثقافة الاستدامة لدى الأجيال الناشئة.

— مبادرات قارية رائدة أطلقها جلالة الملك محمد السادس، كـ”مبادرة التكيّف مع التغيرات المناخية في إفريقيا” و”مبادرة الطاقة المتجددة”، اللتان تشكلان منصّتين إفريقيتين للترافع والعمل الجماعي.

— الالتزام القوي بالاتفاقيات الدولية، من اتفاقية باريس إلى بروتوكول كيوتو وتعديل مونتريال.

وأكد الدبلوماسي البرلماني المغربي أن إفريقيا ليست مجرد ضحية لتغير المناخ، بل تمتلك الإمكانيات والطموحات لتصبح فاعلاً حقيقياً في صياغة مستقبل بيئي عادل. وذلك من خلال تثمين مواردها الطبيعية، والاستثمار في الشباب، وتشجيع الابتكار المحلي، ومأسسة دور المجتمع المدني في صناعة القرار البيئي.

واختتم سلامة  كلمته بنداء صريح ومؤثر:

“إن الأرض لا تملك بديلاً، وإن مستقبل أبنائنا ليس ورقة للتفاوض، بل أمانة في أعناقنا. فلنغتنم هذه اللحظة التاريخية لنصنع الفارق، بشجاعة ومسؤولية وتضامن فعلي، لأن الزمن المناخي لا ينتظر.”

بهذه الكلمة، جسّد المغرب مرة أخرى موقعه كقوة اقتراحية مؤثرة في الجنوب العالمي، حاملةً لصوت إفريقيا، ومدافعة عن قضايا العدالة المناخية والإنصاف البيئي.

06/06/2025

Related Posts