kawalisrif@hotmail.com

صناعة خمور الكونياك الفرنسية في مواجهة العواصف الجمركية :   هل تستمر عاشقة العالم في الصمود ؟

صناعة خمور الكونياك الفرنسية في مواجهة العواصف الجمركية : هل تستمر عاشقة العالم في الصمود ؟

في خضم الاضطرابات الاقتصادية العالمية والتوترات التجارية المتصاعدة، تجد صناعة الكونياك الفرنسية العريقة نفسها أمام تحديات غير مسبوقة تهدد استقرارها واستمرار ازدهارها، لا سيما مع تصاعد الإجراءات الجمركية من قِبل كل من الصين والولايات المتحدة، وهما أكبر سوقين لهذا المشروب الفاخر.

في تطور مقلق، أعلنت بكين عزمها فرض رسوم جمركية دائمة تتراوح بين 35% و39% على واردات “براندي شارانت”، بدءًا من الخامس من يوليوز 2025، بعد أن كانت هذه الرسوم مفروضة بشكل مؤقت منذ أكتوبر 2024. هذا القرار يمثل ضربة موجعة لصناعة تعتمد بنسبة كبيرة على السوق الصينية، كما أوردت صحيفة لوموند الفرنسية.

ولم تكتفِ التحديات عند هذا الحد، فقد فرضت الولايات المتحدة هي الأخرى ضريبة بنسبة 10% على المشروبات الروحية الفرنسية منذ أبريل، وهي نسبة مرشحة للارتفاع في حال فشل المحادثات التجارية المرتقبة بين واشنطن وبروكسل، والمقررة في التاسع من يوليوز، وفق ما تنذر به مؤشرات سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب.

برنار أرنو، رئيس مجموعة LVMH المالكة للعلامة الرائدة عالميًا Hennessy، دق ناقوس الخطر خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الفرنسي في 21 ماي، قائلاً: “نحن في فرنسا لا ندرك تمامًا خطورة الوضع. 80% من مبيعات الكونياك تُصدّر إلى الولايات المتحدة والصين”، مشيرًا إلى أن أي تصعيد في الإجراءات الجمركية سيكون له تأثير كارثي على القطاع.

وأضاف أرنو أنه في السيناريو الأسوأ، الذي يتضمن ارتفاع الرسوم الجمركية إلى نحو 40% وغياب اتفاقيات تجارية مع أمريكا، فإن مستقبل الصناعة برمته سيكون على المحك.

من جانبها، أعلنت مجموعة “ريمي كوينترو” – المنتجة للعلامات الشهيرة مثل Rémy Martin وLouis XIII – يوم 4 يونيو الجاري، أنها تخلت عن أهدافها الاستراتيجية للفترة 2029-2030، نظرًا لتداعيات التوترات التجارية على آفاق النمو. كما كشفت المجموعة عن انخفاض صافي أرباحها السنوية بنسبة 34.4%، لتصل إلى 121.2 مليون يورو فقط.

يُجمع الفاعلون في قطاع الكونياك على أن الاستمرار في تجاهل هذه التحديات من شأنه أن يُهدد أحد أبرز رموز الصناعة الفرنسية التقليدية والراقية … ومع تقلص الهوامش الربحية وتراجع الطلب في أسواق محورية، تبدو الحاجة ملحة لتحرك دبلوماسي وتجاري يعيد التوازن ويحفظ مستقبل هذا القطاع الذي لا يمثل فقط مشروبًا فاخرًا، بل إرثًا ثقافيًا واقتصاديًا عريقًا لفرنسا.

07/06/2025

Related Posts