في ساعة متأخرة من الليل، بينما كانت العاصمة الإيرانية تغطّ في هدوء هش، دوّى انفجار هائل قلب قواعد اللعبة، وكشف عن واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية جرأة في تاريخ الصراع الإقليمي.
الجيش الإسرائيلي أعلن صباح اليوم، الثلاثاء، عن تنفيذه عملية عسكرية “دقيقة وخاطفة” استهدفت مقرّاً عسكرياً بالغ التحصين في قلب العاصمة الإيرانية، أسفرت عن مقتل الجنرال علي شادماني، قائد قيادة الطوارئ في القوات المسلحة الإيرانية، وأحد أهم رجالات المرشد الأعلى علي خامنئي.
شادماني، الذي لم يمضِ على تعيينه سوى أربعة أيام، سقط صريعاً تحت نيران إسرائيلية دقيقة، لتُصبح هذه الضربة هي الثانية خلال أقل من أسبوع ضد رأس الهرم العسكري الإيراني، بعد مقتل سلفه الجنرال علام علي رشيد في غارة مماثلة.
ووفقاً لما أوردته شبكة i24 الإسرائيلية، فإن استهداف شادماني يُمثّل سابقة نوعية، حيث طالت الغارة أحد الأركان المفصلية في بنية القيادة الإيرانية، في قلب العاصمة، وتحديداً في مركز يضطلع بالتنسيق الكامل للهجمات الإيرانية في حال الحرب الشاملة.
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، صرّح بأن “العملية تمّت بعد مراقبة دقيقة واعتماداً على معلومات استخباراتية نوعية”، مشيراً إلى أن لحظة التنفيذ كانت “فرصة ذهبية لا تتكرّر”، نفّذتها مقاتلات إسرائيلية في مهمة شبه مستحيلة، نجحت باقتحام العمق الإيراني.
ولم يكن شادماني قائداً عادياً؛ فقد شغل مناصب حساسة منها نائب قائد قيادة الطوارئ “خاتم الأنبياء”، كما رأس قسم العمليات في هيئة الأركان، وكان أحد أبرز مهندسي التخطيط العسكري الإيراني، ولا سيما في ما يتعلق بالمواجهة مع إسرائيل.
الجيش الإسرائيلي وصفه بـ”العقل المدبّر” للعمليات الإيرانية، والرجل الذي لا يبتعد أكثر من أمتار قليلة عن دائرة القرار الأول في طهران. والآن… انتهى!
فهل كانت هذه الضربة بداية تصعيد إقليمي غير مسبوق؟ أم أنها رسالة خفية أُرسلت عبر الجو لتصل إلى أعماق السلطة في إيران؟
17/06/2025