kawalisrif@hotmail.com

مليلية المحتلة :    الحكومة المحلية تُناشد وزارة الدفاع بشأن “ثكنة منهارة” لتحويلها إلى سكن !

مليلية المحتلة : الحكومة المحلية تُناشد وزارة الدفاع بشأن “ثكنة منهارة” لتحويلها إلى سكن !

في مشهد يعكس هشاشة التخطيط العمراني بمليلية المحتلة، خرج خوان خوسيه إمبروضا، رئيس الإدارة المحلية للاحتلال، بتصريحات حادة عبّر فيها عن امتعاضه الشديد من تجاهل وزارة الدفاع الإسبانية لطلبه الرسمي بالتنازل عن مقر الثكنة العسكرية “بريمو دي ريفيرا” المتداعي، الذي يمتد على مساحة تناهز 10 هكتارات، من أجل تشييد مشاريع سكنية تخفف من أزمة العقار التي تخنق المدينة.

إمبروضا، المعروف بخطابه التصادمي تجاه حكومة مدريد، استغل ظهوره الإعلامي ليُوجه انتقادات لاذعة، متهماً الحكومة المركزية بتجاهل نداءات مليلية، وقال بنبرة غاضبة وساخرة: “لقد راسلتهم رسميًا، ولا أحد كلّف نفسه حتى بالرد، لا الوزيرة ولا أي مسؤول! نحن لا نطالب بذلك من أجل الحزب الشعبي، بل من أجل سكان المدينة الذين يئنّون تحت وطأة أزمة السكن”.

وأكد أن الموقع المعني لا يؤدي أي وظيفة حقيقية، إذ وصف الثكنة بأنها “شبه مهجورة، تتهاوى جدرانها، ولا تستغلها القيادة العسكرية المحلية. فلماذا لا تُخصص لخدمة المواطنين؟”، مشددًا على ضرورة اعتماد مقاربة أكثر عدالة وواقعية في تدبير العقار العمومي.

ووجّه إمبروضا انتقادات حادة لما وصفه بـ”الوصاية العسكرية” المفروضة على مليلية، موضحًا أن نحو 40% من أراضي المدينة تقع تحت سلطة وزارة الدفاع أو تخضع لقانون الدفاع الوطني، وهو ما يعرقل أي إمكانية للتوسع العمراني أو تطوير مشاريع سكنية.

كما لم يُخفِ امتعاضه من سياسة التجاهل التي تعتمدها حكومة بيدرو سانشيز تجاه مليلية، واصفًا الوضع بـ”الكارثي”، وأضاف بلهجة تهكّمية: “لا أعلم ما آخر أخبارهم، لكن كل ما نسمعه عنهم مزرٍ. الأمور تتجه نحو الانهيار، وما تبقّى إلا القليل لنشهد تغيّراً ديمقراطيًا في الحكومة”.

وعند سؤاله عن احتمال عقد لقاء مع وزيرة الدفاع، كان جوابه حاسمًا: “لا يوجد أي لقاء مبرمج، ولم يصلنا أي ردّ على المراسلات. لا جديد يُذكر، ولا تواصل يُرتجى”. كما انتقد ما اعتبره “تمييزًا” في التعامل، حيث اجتمعت الوزيرة مؤخرًا مع رئيس مدينة سبتة، بينما تستمر في تجاهل مطالب مليلية.

وفي ختام مداخلته، شدّد إمبروضا على أن مليلية بحاجة ماسة إلى فضاءات قابلة للتعمير، داعيًا حكومة مدريد إلى رفع يدها عن الأراضي غير المستعملة عسكريًا. وقال: “المدينة تحتاج إلى التوسّع. وإذا كانت هناك أراضٍ بلا وظيفة سوى التدهور، فإن من المنطقي أن تُوجَّه للصالح العام. من العدل أن تفكر الدولة في هذه المدينة وسكّانها”.

يبدو أن ساكنة مليلية المحتلة لا تنتظر فقط سكنًا يليق بكرامتها، بل تنتظر من “سلطات الاحتلال” أن تستفيق من وهم الهيمنة وتُدرك أن الثكنات المتهاوية لا تُبنى عليها مدن، ولا تُصنع بها شرعية. وبينما يشكو إمبروضا من صمت مدريد، نذكّره – من الضفة الأخرى – أن الحلّ الحقيقي لا يكمن في مراسلة الوزيرة أو انتظار صدقات عقارية، بل في الاعتراف بأن مليلية ليست بحاجة إلى إعادة التهيئة العمرانية… بل إلى تحرير عمراني وسياسي شامل.

 

19/06/2025

Related Posts