تشهد جماعة بوهودة بإقليم تاونات تطورات صادمة بعد وفاة رجل يعاني اضطرابات عقلية، متأثرًا بإصابات خطيرة تعرض لها على يد عدد من الفلاحين، في واقعة وصفت بـ”تنفيذ شرع اليد”، هزّت الرأي العام المحلي.
الضحية، الذي أقدم على إضرام النار عمدًا في أرض فلاحية محاذية لمنزل عائلته، تسبب في اندلاع حريق واسع امتد بسرعة إلى مزارع الجيران، ما أثار غضب السكان الذين سارعوا إلى إخماد ألسنة اللهب. غير أن غضبهم تجاوز حدود الإطفاء، حيث تحول إلى اعتداء جماعي عنيف استخدمت فيه العصي والحجارة، لترتسم فصول مأساة انتهت بوفاة الضحية بعد أسبوع من الصراع مع الموت في قسم الإنعاش بمستشفى الحسن الثاني الجامعي بفاس.
التحقيقات التي باشرتها عناصر الدرك الملكي بمركز بني وليد قادت إلى توقيف 10 أشخاص، من بينهم مسنون في السبعينيات من عمرهم. وتمت إحالة بعضهم على النيابة العامة بعد استماع أولي، في حين احتُفِظ بالباقين رهن تدابير الحراسة النظرية. وبعد وفاة الضحية، يُرتقب أن يُحال الملف على الوكيل العام للملك باستئنافية فاس، نظرًا للطابع الجنائي الذي أصبح يكتسيه الملف.
القضية تأخذ أبعادًا أكثر تعقيدًا، خصوصًا وأن الضحية، بحسب شهادات محلية، كان معروفًا بسلوك عدواني وسبق أن تورّط في اعتداءات على سكان الدوار وحتى على زوار عائلة قريبه. إلا أن لجوء بعض الفلاحين إلى “القصاص الذاتي” يُضعهم اليوم أمام المساءلة الجنائية في واقعة قد تعيد إلى الواجهة النقاش حول العدالة الشعبية وحدود الدفاع المشروع عن الممتلكات.
23/06/2025
