شهدت العاصمة الرباط، اليوم الثلاثاء، توقيع مخطط عمل مشترك بين المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ممثلة في المدير العام عبد اللطيف حموشي، ونظيرها الفرنسي، المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية، السيد لوي لوجيي.
ووفق بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، يأتي توقيع هذا المخطط في سياق زيارة العمل التي يقوم بها المسؤول الأمني الفرنسي إلى المغرب، على رأس وفد هام يضم كبار مسؤولي الشرطة الفرنسية، وبمرافقة سفير فرنسا بالمملكة.
ويُجسد هذا المخطط المشترك خارطة طريق استراتيجية ترمي إلى تقوية التعاون الأمني بين البلدين، خصوصاً في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتعزيز آليات التعاون في مختلف المجالات الأمنية ذات الاهتمام المشترك.
ويُعد هذا الاتفاق تتويجاً لعقود من التعاون المثمر بين المصالح الأمنية المغربية والفرنسية، كما يُمهّد الطريق لتوسيع مجالات العمل المشترك، بما يشمل تشكيل مجموعات عمل متخصصة، وتنسيق الجهود في ملاحقة الأشخاص الفارين من العدالة والمطلوبين على الصعيد الدولي.
كما يفتح المخطط آفاقاً واعدة لتعزيز التعاون في ميادين التكوين والتدريب، وتبادل المعلومات، والدعم التقني والعملياتي، بما ينسجم مع عمق العلاقات بين البلدين، ويؤسس لشراكة أمنية استراتيجية ومستدامة.
وخلال اللقاء، عبّر المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية عن بالغ امتنانه لما تبذله المصالح الأمنية المغربية من جهود حثيثة في دعم الأمن بفرنسا، خاصة في مواجهة التهديدات الإرهابية، وتوقيف عدد من المطلوبين للعدالة الفرنسية في قضايا تتعلق بالجريمة المنظمة، إلى جانب المساهمة في تأمين دورة الألعاب الأولمبية بباريس. كما أعرب عن استعداد بلاده لتقديم كل أشكال الدعم الممكن للشرطة المغربية، خصوصاً في ما يتعلق بتأمين التظاهرات الرياضية الكبرى التي يُرتقب أن يحتضنها المغرب مستقبلاً.
وفي سياق هذه الزيارة، قام سفير فرنسا بالرباط، كريستوف لوكورتييه، بتسليم وسام جوقة الشرف من درجة ضابط للمدير العام عبد اللطيف حموشي، وذلك تقديراً لجهوده الكبيرة وإسهاماته المتميزة في تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، واعترافاً بدور الأمن المغربي في التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة على المستوى الدولي.
وقد شهد اللقاء أيضاً عقد جلسات مباحثات مكثفة بين الجانبين، تناولت تقييم مسار التعاون الأمني الثنائي، واستعراض الملفات ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى بحث سبل تطوير المساعدة المتبادلة ورفع مستوى الجاهزية لمواجهة مختلف التهديدات الأمنية.
وختم البلاغ بالتأكيد على أن زيارة السيد لوي لوجيي تعكس عمق وأهمية الشراكة الأمنية القائمة بين المغرب وفرنسا، كما تُجسد إرادة الجانبين في الارتقاء بهذا التعاون إلى أعلى المستويات، بما يخدم أمن واستقرار البلدين الصديقين.
24/06/2025