الرباط – كواليس الريف :
في مداخلة حماسية وقوية شهدتها قبة البرلمان خلال جلسة الأسئلة الشفوية ليوم أمس الإثنين، بصم النائب البرلماني الاتحادي عن دائرة الناظور، محمد أبركان، على واحدة من أبرز المداخلات التي لقيت تفاعلاً واسعًا من طرف الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بعد أن وجّه مدفعيته الثقيلة نحو ملف حيوي طالما اشتكت منه الجالية : معاناة السفر عبر البواخر والطائرات نحو إقليم الناظور.
أبركان، المعروف بمواقفه الجريئة ، لم يتردد في وصف البواخر المخصصة لنقل أفراد الجالية من أوروبا إلى الناظور بـ”المهترئة التي لا تصلح لشيء”، منتقدًا بشدة الحالة المزرية لهذه الوسائل البحرية التي لا تليق لا بمغاربة الخارج ولا بصورة الوطن، خاصة مع الغلاء الفاحش في أسعار التذاكر، في مقابل خدمات متدنية ومهينة.
وأثار البرلماني الاتحادي استغرابًا مشروعًا من المفارقة الغريبة التي تقدم عليها الشركة المستغلة لخط الناظور البحري، حيث توفّر في المقابل بواخر حديثة ومريحة لخط مليلية المجاور، وبنصف الأسعار ، رغم أن الجهة المُشغلة واحدة. وهو ما اعتبره أبركان تمييزًا غير مبرر في حق الجالية التي تتشبث بالعودة إلى مناطقها الأصلية، وفي مقدمتها إقليم الناظور.
ولم تقف مداخلة أبركان عند النقل البحري، بل انتقل بجرأة لفضح واقع الرحلات الجوية نحو مطار العروي، حيث تحدث عن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بطريقة وصفها بـ”الخيالية”، في مقابل تفاجؤ الركاب بطائرات متهالكة، تابعة لشركات أجنبية، رغم أن الحجز يتم عبر الخطوط الملكية المغربية، ما يمثل غشًا صريحًا وسوء تدبير لا يُغتفر.
مداخلة محمد أبركان لقيت إشادة واسعة من طرف أفراد الجالية المغربية، الذين اعتبروه “البرلماني الوحيد الذي يجرؤ على قول الحقيقة والدفاع عن مصالح الجالية دون مواربة”، حيث غصّت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات مؤيدة تشيد بصراحته وصدقه واستحضاره للهموم اليومية للمهاجرين وسكان إقليم الناظور.
و للحقيقة ، يُعد أبركان من الأصوات القليلة تحت قبة البرلمان التي اختارت الاصطفاف الواضح إلى جانب المواطنين، في زمن بات فيه الحديث عن ملفات الجالية والمناطق المهمشة من قبيل الناظور، نادرًا وشبه غائب في النقاش السياسي الوطني.
فهل تتحرك الجهات الوصية بعد هذا التنبيه الصارخ؟ وهل تُفتح تحقيقات لمراجعة ظروف النقل نحو الناظور؟ أسئلة تبقى معلّقة، فيما يبقى صوت محمد أبركان عاليًا، يُمثّل ضمير من لا صوت لهم.
24/06/2025