في خطوة مفاجئة تشي بتوتر داخلي وارتباك في تنفيذ السياسات الحكومية، علمت كواليس الريف أن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وافق على المقترح الناري الذي تقدم به وزير الإدماج الاقتصادي والتشغيل يونس السكوري، بإعفاء إيمان بلمعطي، المديرة العامة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات “أنابيك”، من مهامها، بعد عام واحد فقط من تعيينها.
الإعفاء الذي جاء رسمياً بمرسوم حكومي، وتم تفعيله يوم الثلاثاء 24 يونيو، يُعد بمثابة صفارة إنذار داخل أروقة الإدارة العمومية، خصوصاً أن القرار جاء محمّلاً بتقارير ثقيلة تتحدث عن تأخر كبير في تنزيل خارطة الطريق، وغياب مشروع واضح يترجم انتظارات الحكومة، وضعف ملحوظ في الحصيلة.
مصادر كشفت أن الوزير السكوري وجه رسالة مباشرة لرئيس الحكومة يوم 20 يوليوز، طالب فيها بإعفاء المديرة، بعدما أصبحت الوكالة تعاني من تعثرات اعتبرتها التقارير “هيكلية”، وفشلًا في ترجمة طموحات الحكومة في التشغيل.
لم تتأخر رئاسة الحكومة في الرد، ليصدر القرار ويتم تعيين وفاء عسري، الكاتبة العامة للوزارة، مديرة عامة بالنيابة، في ما وُصف داخل الكواليس بـ”الانتقال السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
ووفق المعطيات المتوفرة، فإن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات جذرية في استراتيجية الوكالة، من خلال إعادة توجيه خدماتها للفئات غير الحاصلة على شهادات، ودعم المقاولات الذاتية، والرفع من كفاءة العلاقة مع المشغّلين.
قرار الإعفاء لم يكن وليد اللحظة، إذ سبقته تقارير حارقة من المجلس الأعلى للحسابات ومفتشية وزارة المالية، سلّطت الضوء على نواقص في التسيير، وعجز في تنفيذ توصيات الرقابة.
الغريب في الأمر أن إيمان بلمعطي لم تُكمل عامين في منصبها، حيث تم تعيينها في أبريل 2024، وسط آمال كبيرة بإحداث قفزة نوعية في مجال الوساطة والتشغيل… آمال سرعان ما تبخرت.
هل ستنجح عسري في إعادة قطار “أنابيك” إلى السكة؟ وهل يشير هذا الإعفاء إلى إعادة ترتيب كبرى داخل البيت الحكومي؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.
26/06/2025
