kawalisrif@hotmail.com

بني انصار على حافة الخطر: “واد الموت” يُهدد أرواح الصغار والكبار في غياب تام للسياج

بني انصار على حافة الخطر: “واد الموت” يُهدد أرواح الصغار والكبار في غياب تام للسياج

بين منازل السكان ومدارس الأطفال، يتسلل نهرٌ خادع الجمال، يمرّ كأنّه شريان حياة، لكنه في الواقع أشبه بشَرَكٍ مفتوح. في مدينة بني انصار، تحوّل مجرى هذا النهر غير المحمي إلى تهديد يومي، فيما المسؤولون يواصلون تجاهل الإنذارات المتكررة.

النهر الذي يطلق عليه السكان، بمرارة، اسم “واد الموت”، يمر بمحاذاة مناطق آهلة بالسكان، دون أي حواجز أو سياجات تقي الأطفال والمسنين من السقوط في قاعه الزلق والمخيف. حوادث متكررة، وصمت إداري أكثر فداحة من الخطر نفسه. “أرسلنا مراراً إشعارات وشكاوى، دون أن نجد آذاناً صاغية…”
يقول أحد المواطنين من حي إرينا، حيث يمر هذا “الواد القاتل”، مضيفًا: “الأمر لا يحتاج لا دراسات ولا صفقات، فقط سياج حديدي بسيط قد ينقذ الأرواح. هل ننتظر أن يحمل التيار طفلاً آخر حتى نتحرك؟”

أما السيدة خديجة، وهي أم لثلاثة أطفال، فتروي حادثة كادت أن تتحوّل إلى مأساة: “ابني كاد يسقط في النهر العام الماضي لولا صراخي وتدخل أحد الجيران. منذ ذلك اليوم، لا أسمح لهم باللعب خارج المنزل. أصبح النهر مصدر كوابيس لا تنتهي.”

في خطوة احتجاجية مدنية، قام العشرات من سكان بني انصار برفع عريضة جماعية إلى كل من عامل إقليم الناظور، ورئيس جماعة بني انصار، وباشا المدينة، يلتمسون فيها تدخلاً عاجلاً لإحداث سياج وقائي يمتد على طول مجرى الوادي.

العريضة، التي وقع عليها سكان من مختلف الأعمار والفئات، لم تكن سوى صرخة جماعية مدوية في وجه الإهمال، ورسالة مباشرة للمسؤولين: “كفانا انتظاراً، كفانا دفن رؤوسنا في رمال اللامبالاة!”

ما يزيد الوضع خطورة أن النهر يمر بمحاذاة مؤسسات تعليمية، وممرات يرتادها الأطفال بشكل يومي، في ظل غياب شبه كلي للإنارة العمومية، وانعدام أي إشارات تحذيرية، أو حتى لوحات تُنبه للخطر.

ويقول أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة: “ما نطلبه ليس مشروعًا ضخماً ولا بنية تحتية معقدة، فقط سياج معدني بسيط. لكن يبدو أن حياة المواطنين ليست ضمن أجندات من يقررون من مكاتبهم المكيفة.”

الغريب أن المدينة لا تفتقر للميزانيات. فمشاريع “التزيين الحضري” تملأ الشوارع، وتزين الأرصفة، لكن عندما يتعلق الأمر بأرواح الناس، تختفي الأولويات ويتحول الصمت إلى تواطؤ.

رغم كل شيء، لا يزال المشهد كما هو. لا سياج، لا تحذير، ولا مؤشر على تحرك قريب. يبقى النهر مكشوفًا، والناس عرضة للسقوط، والمأساة القادمة مجرد موعد مؤجل.

هل أصبحت السلامة العمومية ترفًا في قاموس التنمية المحلية؟.حتى إشعار آخر، يظل نهر بني انصار “فخاً قاتلاً” بوجه مكشوف… فهل من مجيب؟

27/06/2025

Related Posts