في مشهد يكاد لا يصدق، عثرت الشرطة العسكرية الإيطالية قبل يومين على طفلين هولنديين يبلغان من العمر سنة وتسعة أعوام، يعيشان في ظروف مأساوية وصادمة داخل مزرعة مهجورة في قرية لوريانو قرب تورينو شمالي إيطاليا.
الطفلان، زيان ونوح، وُجدا وهما يرتديان حفاضات، لا يعرفان النطق ولا القراءة ولا حتى الكتابة. بلا وثائق… بلا تعليم… بلا رعاية طبية. لا شهادات ميلاد، لا بطاقات هوية، ولم يسجلا يومًا في أي مدرسة أو مركز صحي، سواء في هولندا أو في إيطاليا. كأنهما طفلان منسيان خارج الزمن!
اكتُشف وجودهما بالصدفة، عندما توجهت الشرطة إلى المنطقة لتنفيذ أمر إخلاء وقائي بسبب خطر الفيضانات. لكن ما وجدوه فاق التوقعات: أسرة بأكملها تعيش في عزلة تامة، في ظروف لا تصلح حتى للحيوانات.
وعلى الفور، تدخلت الخدمات الاجتماعية ونُقل الطفلان إلى رعاية متخصصة، بينما قضت محكمة الأحداث في تورينو بعدم كفاءة الأبوين في توفير الحد الأدنى من الرعاية.
وفي تصريحات مثيرة لصحيفة La Stampa، دافع الأب، وهو رجل هولندي يبلغ من العمر 54 عامًا، عن أسلوب حياته قائلاً: “أبنائي يتلقّون تعليمهم عن بُعد. هذا اختيارنا. إنها تربية بديلة!”
لكن ما صرح به الأب اصطدم بحقائق مقلقة: فالسجلات المحلية كشفت أنه يقيم في المنطقة منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يعزز شكوك السلطات بأن الطفلين كانا يعيشان في هذه الظروف القاسية طيلة تلك الفترة، على عكس ما يدّعيه.
السلطات فتحت تحقيقًا موسعًا لتتبع أصول العائلة، ومعرفة إن كانت قد عاشت في ألمانيا أو بلدان أخرى، وسط شبهات بوجود تجاوزات قانونية وممارسات مقلقة في حياة الأسرة داخل وخارج هولندا.
قضية تهز أوروبا … وتطرح أسئلة موجعة: كيف يمكن لطفلين أن يختفيا عن أعين الدولة والنظام التعليمي والصحي كل هذه السنوات؟
29/06/2025