في مشهد نادر لا يخلو من الإحراج، تحول حفل استقبال رسمي فاخر إلى مسرح لخطأ بروتوكولي أثار الكثير من الجدل، عندما اضطر الملك فيليبي السادس والملكة ليتيسيا إلى تكرار التحية لرئيس الحكومة بيدرو سانشيز وزوجته بيغونيا غوميز، بعد أن تخطيا عن غير قصد الوقوف لالتقاط الصورة الرسمية أمام عدسات المصورين.
الواقعة التي شهدها قصر “ألثازار ريال” التاريخي في إشبيلية، قبيل مأدبة العشاء الرسمية المنظمة على شرف القادة المشاركين في المؤتمر الدولي الرابع حول تمويل التنمية للأمم المتحدة، بدأت عندما صافح الزوجان سانشيز العاهلين ثم واصلا السير، متجاهلين محطة التصوير البروتوكولية التي كانت مخصصة لكل ضيف رفيع المستوى.
الخطأ لم يمر مرور الكرام، حيث تحرك فريق البروتوكول الملكي بسرعة لاستدراك الموقف. وبعد الانتهاء من استقبال الضيوف، أعيد استدعاء سانشيز وزوجته إلى نقطة البداية، حيث كررا التحية أمام الكاميرات، هذه المرة وفق الإخراج البروتوكولي السليم.
ولم يتأخر المسؤول عن هذا اللغط، رئيس البروتوكول الملكي كورّو دي ليزاور، في الظهور علنًا عبر الميكروفون للاعتذار: “كان الخطأ خطئي، سيدي الرئيس.” ورد سانشيز بابتسامة وإشارة بيده، مقللًا من أهمية الموقف، قبل أن يتبادل حديثًا وديًا مع الملك والملكة، في محاولة لتبديد الحرج.
ولأن التفاصيل تصنع الحدث، كان هذا الخطأ محط أنظار الإعلام، خاصة أنه وقع في واحد من أكثر المواقع رمزية: “فناء العذارى”، الذي استضاف حفل زفاف الأميرة إلينا سنة 1995. هناك، اجتمع الضيوف المرموقون لتناول العشاء، وعلى رأسهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي شاركت الطاولة نفسها مع الملك والملكة وسانشيز وزوجته.
وفي كلمة ترحيبية بالمشاركين، شدد الملك فيليبي على أهمية هذا المؤتمر الدولي في ظل التحديات العالمية المتسارعة، معتبرًا أن التعددية تظل السبيل الأمثل لتحقيق السلام والتنمية وسط عالم مضطرب.
إشبيلية كانت مسرحًا لقمّة أممية… وخطأ بروتوكولي تحوّل إلى حديث القصور !