في مشهدٍ عبثي لا يمتّ للتنمية بصلة، يتحوّل المقطع الطرقي الرابط بين حاسي بركان ومشرع حمادي بإقليم الناظور إلى مصيدة يومية للموت البطيء، حيث أصبحت الأشغال المتعثرة بمثابة فخٍّ دائم لآلاف المواطنين ومستعملي الطريق، الذين يُجبرون على المجازفة عبر مقطعٍ يُصنّف – بكل المعايير – ضمن الطرقات الكارثية.
الطريق، الذي يُفترض أنه يخضع لأشغال صيانة وبناء قناطر، لا يسمح بتجاوز سرعة 10 كلم في الساعة، حتى في وضح النهار، مع ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحذر. أما خلال الليل، فالوضع يزداد قتامة: لا تشوير، لا إنارة، لا إشارات تحذيرية، ولا حتى قناديل بسيطة تُبيّن حجم الخطر، في منطقة سُجّلت رسميًا ضمن النقط السوداء بجهة الشرق.
مستعملو الطريق يعيشون يوميًا كابوسًا حقيقيًا … حفَر، مطبّات، قناطر محفورة، أشغال متوقفة، وغياب تام لأي تنظيم أو تشوير طرقي، ما يجعل التنقل عبر هذا المقطع يستغرق أكثر من ساعة بدل عشر دقائق، وعلى مسافة 11 كيلومترا ، وسط مخاوف دائمة من انقلاب المركبات أو اصطدامها في ظلامٍ دامس.
مصادر محلية مطلعة أكدت تخلي الشركة المناولة، المسماة “بيتيك”، عن المشروع دون سابق إشعار، تاركة خلفها فوضى عارمة وأوراشًا مفتوحة تنذر بالأسوأ … لا لوحة للمشروع، لا آليات، لا عمّال، ولا أي مؤشر على أن الأشغال ما زالت قائمة. الورش، ببساطة، دخل في سباتٍ غامض… والمتضرر الأول والأخير: المواطن.
الطريق الذي يربط إقليمي الناظور وتاوريرت ، لم يعد فقط عنوانًا للتهميش، بل تحوّل إلى رمز للإهمال والتواطؤ المؤسسي، وسط صمت مطبق من وزارة التجهيز والمجالس المنتخبة، التي تبدو وكأنها غير معنية بمآسي الساكنة اليومية.
04/07/2025