kawalisrif@hotmail.com

رأس الديكتاتور فرانكو يتدحرج في كتالونيا :     الفن يركل الاستبداد في خنادق الحرب الأهلية !!

رأس الديكتاتور فرانكو يتدحرج في كتالونيا : الفن يركل الاستبداد في خنادق الحرب الأهلية !!

مويّا – كتالونيا :

في عرض فنيّ مثير للجدل، تحوّلت خنادق قديمة من الحرب الأهلية الإسبانية إلى ملعب رمزي للعدالة، حيث استُخدمت رأس تمثال واقعيّ للدكتاتور الراحل فرانكو ككرة قدم في مباراة غير اعتيادية حملت اسم “كأس الجنراليسيمو”. الحدث، الذي نظّمه الفنان الكتالوني أوخينيو ميرينو، شكّل افتتاحًا صادمًا للدورة العاشرة من مهرجان “إيكس أبروبتو” للفنون المعاصرة.

رغم الأمطار الغزيرة التي هطلت على مويّا عند الساعة الخامسة والنصف مساءً وأدت إلى غمر الطرق، أصرّ ميرينو وفريقه السمعي البصري على تنفيذ الأداء الفني كما خُطط له، بمشاركة مجموعة من لاعبي كرة القدم شبه المحترفين الذين وصفوا أنفسهم بـ”المناضلين المعلنين ضد الفاشية”. تأخّر انطلاق المباراة ساعة عن الموعد الأصلي، لكن ذلك لم يمنع اللاعبين من الانخراط في لحظة عالية الرمزية، حيث تناقلوا الكرة – الرأس بين خنادق الحرب، في فعل فني جمع بين الكوميديا السوداء والتاريخ.

حضر العرض عدد محدود من المتفرجين تم اختيارهم عبر قرعة، بينهم سكان محليون أبدوا مشاعر مختلطة من الحماسة والذهول. إحدى المشاركات، لاعبة الرجبي بيرتا كانالز، قالت بابتسامة ساخرة: “الرأس زلق جدًا وصعب الركل. أعتقد أن روحه ما زالت تحوم هنا… فرانكو لم يغادر بعد”. تصريح لاقى صدى لدى الحاضرين، من بينهم إدوارد ألتاريبا، أحد سكان البلدة، الذي قال: “ما زلنا نرى إرث فرانكو في مراكز القرار، وما زال علينا النضال. إقامة هذا الحدث في خندق من خنادق الحرب يعطيه بُعدًا عميقًا ومؤثرًا”.

لم تتوقف رمزية الحدث عند حدود الخندق. فقد أعلن القائمون على المهرجان أن المباراة ستُعرض في تسجيل سمعي بصري داخل حانة “إل كاسال دي مويّا”، فيما سيتم عرض “الكرة” (رأس فرانكو) في متحف المدينة، كوسيلة لنقل النقاش من الفضاء الفني إلى الأماكن العامة، وإشراك المجتمع في مواجهة ذاكرته التاريخية.

وفي تعليق رسمي، أشاد لويس كاسكالس، مستشار الثقافة في البلدية، بشجاعة الفنان والمنظمين، وأضاف: “حتى الآن، لم تصدر أي ردود من مؤسسة فرانكو، لكننا مستعدون في حال حدث ذلك. في الحقيقة، لا ينبغي أن يكون لهذه المؤسسة وجود من الأساس”.

يمثّل مهرجان “إيكس أبروبتو” مساحة سنوية للفن المعاصر غير المهادن، ويحتفل هذا العام بعقد من التظاهرات الفنية التي تربط بين الذاكرة الجماعية، والعدالة التاريخية، والمجال العام. وعلى مدار عطلة نهاية الأسبوع، تتحوّل مويّا إلى فضاء مفتوح يحتضن التركيبات والعروض الحية والمداخلات الفنية التي تُعيد مساءلة الحاضر من خلال الماضي.

تُؤكّد إدارة المهرجان أن “الفن هنا لا يحتل المكان فقط، بل يُعيد تعريفه، ويصطدم به”، في إشارة إلى التزامه بخط فنيّ سياسي، غير مركزي، وصادم أحيانًا، لكنه ضروري دائمًا.

04/07/2025

Related Posts