مليلية المحتلة – كواليس الريف :
في تطور لافت يعكس دينامية التوازنات داخل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أعلنت والية مليلية المغربية الأصل صابرينا موح ( مندوبة الحكومة الإسبانية بالثغر المحتل ) عن مغادرتها للجنة التنفيذية الفيدرالية للحزب الاشتراكي، عقب المصادقة على هيكلة تنظيمية جديدة خلال اجتماع اللجنة الفيدرالية نهاية الأسبوع. القرار جاء انسجامًا مع النظام الداخلي للحزب، الذي يمنع ازدواجية المسؤوليات بين القيادة المركزية والجهوية.
وبينما اختارت موح الحفاظ على موقعها ككاتبة عامة للحزب بمليلية، المدينة المغربية الواقعة تحت الاحتلال الإسباني، فإنها لم تُقصَ كليًا من المشهد المركزي، إذ ستستمر في عضوية لجنة القوائم الفيدرالية، ما يتيح لها حضورًا داخل أجهزة القرار الحزبي في مدريد.
وفي كلمة وداعية من موقعها التنفيذي السابق، عبّرت موح عن “فخرها” بتمثيل مليلية في أعلى هيئة تقريرية بالحزب الاشتراكي، موجّهة شكرها إلى رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز على ثقته المستمرة فيها لأزيد من أربع سنوات. وأشارت إلى المشاريع التي تُنفذها الحكومة المركزية في مليلية، من بينها مستشفى جديد وخطط دعم قطاعي التعليم والسكن، مؤكدة على أن “سياسات مدريد لها أثر عميق في حياة سكان المدينة”.
ولم تُخفِ موح امتنانها لرئيس الحكومة الإسبانية على موقفه من الحرب في غزة، معتبرة إياه موقفًا “إنسانيًا” نابعًا من الالتزام الأخلاقي.
وبعد إعادة انتخابها مؤخرًا على رأس الحزب بمليلية، شددت موح على أن المرحلة المقبلة تستدعي منها “تفانيًا أكبر”، معتبرة أن “مليلية تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى قيادة سياسية قريبة من هموم الناس”.
تُقرأ هذه التحركات داخل الحزب الاشتراكي الإسباني كجزء من محاولات مدروسة لاحتواء الواقع الهش في مليلية، عبر تسويق تمثيلية “محلية” ذات طابع مغربي. غير أن الحضور الرمزي الذي تحظى به شخصيات من أصول مغربية – وعلى رأسهم صابرينا موح – لا يُخفي الحقيقة الثابتة: القرارات المصيرية تُصنع في مدريد، لا في مليلية.
وتبقى المدينة السليبة، رغم كل مظاهر الإدارة الذاتية أو التمثيلية الحزبية، رهينة واقع استعماري مغلّف بخطاب الدمج الإداري، حيث يُستبعد السكان الأصليون من أية سيادة فعلية على القرار السياسي أو الاقتصادي.
وفي ظل هذا الوضع، يُطرح السؤال المشروع: هل حضور أبناء مليلية في أحزاب مدريد هو تمكين حقيقي، أم واجهة ناعمة لشرعنة الاحتلال؟
06/07/2025