في حادثٍ مروّع ومُثير للصدمة، تحوّل يومه الثلاثاء 8 يوليوز 2025 إلى لحظة رعب لا تُنسى بمطار “أوريو آل سيريو” بمدينة بيرغامو شمال إيطاليا، حيث لقي رجل مصرعه بطريقة مروعة بعدما جرفته محركات طائرة تابعة لشركة الطيران منخفضة التكلفة Volotea، أثناء استعدادها للإقلاع نحو مطار أستورياس الإسباني.
الواقعة، التي وقعت حوالي الساعة العاشرة صباحًا، شلّت الحركة داخل المطار بالكامل، وأرغمت السلطات الإيطالية على تعليق جميع الرحلات الجوية لمدة ساعتين، وسط حالة من الذهول والذهول العام، قبل أن تُستأنف الملاحة تدريجيًا في حدود منتصف النهار.
لكن المفاجأة الأكبر لم تكن في بشاعة الحادث فقط، بل في حيثياته الغامضة والمثيرة للجدل: الضحية لم يكن من بين طاقم الطائرة أو الركاب، ولا من موظفي المطار، وهو ما فتح الباب أمام سيناريوهات صادمة، دفعت الشرطة الإيطالية إلى فتح تحقيق موسّع لمعرفة ملابسات هذه الكارثة الجوية غير المسبوقة.
وحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا”، فإن الرجل – الذي يُرجّح أن يكون في منتصف الثلاثينيات – كان ملاحقًا من قِبل الشرطة، بعدما اخترق الحواجز الأمنية بسيارته، وقادها عكس الاتجاه إلى قرب مبنى المطار، قبل أن يترجل منها ويواصل الهروب راكضًا نحو منطقة الهبوط، متجاوزًا البوابات المغلقة والأنظمة الأمنية، ليجد نفسه في مواجهة مباشرة مع محرك الطائرة الذي كان يدور استعدادًا للإقلاع… وكانت النهاية مأساوية.
أما صحيفة كوريري ديلا سيرا، فكشفت أن الضحية اقتحم أحد الأبواب الأمنية المخصصة للطواقم، وتمكن من دخول المدرج في لحظات، وسط ذهول العاملين والركاب الذين شاهدوا المشهد الكارثي أمام أعينهم دون قدرة على التدخل.
في بيان رسمي، أكدت شركة Volotea وقوع الحادث، مشيرة إلى أن جميع الركاب وأفراد الطاقم بخير، إلا أنهم خضعوا لدعم نفسي فوري نظرًا لهول المشهد، خصوصًا أن الحادث وقع على مقربة من نافذة الطائرة، وعلى مرأى من بعض الركاب.
هذا الحادث الاستثنائي أعاد إلى الواجهة الأسئلة الملحة حول مدى صرامة إجراءات الأمن في المطارات الأوروبية، ومدى فاعلية الأنظمة الذكية في منع مثل هذه الكوارث، خاصة في ظل الحديث عن فرضية الانتحار أو حالة نفسية مضطربة للضحية.
وفي انتظار نتائج التحقيق، تظل مأساة بيرغامو واحدة من أكثر الحوادث غرابة ورعبًا في تاريخ الطيران المدني الإيطالي، وتجعل من الضروري مراجعة تدابير السلامة، لا فقط في المدرجات، بل في مداخل المطارات ونقاط التفتيش الأمني.
08/07/2025