قارب محمل بالكوكايين يشتعل في عرض البحر بعد مطاردة بحرية قرب جزر الكناري

في عملية أمنية جريئة شهدتها المياه الإقليمية الإسبانية قرب جزر الكناري، اعترضت السلطات الإسبانية قاربًا شراعيًا كان يحمل شحنة ضخمة من الكوكايين، وذلك على بعد نحو 50 ميلاً بحريًا من السواحل الجنوبية للجزر.

وبحسب بلاغ لوزارة الداخلية الإسبانية، فإن عملية الاعتراض جرت في إطار خطة وطنية لتعزيز المراقبة البحرية، بمشاركة وحدات من الوكالة الضريبية، وعلى رأسها الزورقين “Petrel I” و”Sacre”.

المثير في الواقعة أن أفراد طاقم القارب، وبمجرد إحساسهم بأنهم باتوا تحت المراقبة، أقدموا على إشعال النار في القارب لتدمير الشحنة، وهو ما تسبب في إصابة أحد المهربين بجروح خطيرة استدعت تدخل وحدة الإنقاذ البحري لإجلائه.

ورغم اشتعال النيران وغرق القارب، تمكنت وحدات البحرية من انتشال نحو 25 كيلوغرامًا من الكوكايين من المياه، ما يشير إلى أن الشحنة الأصلية كانت أكبر من ذلك بكثير.

العملية الأمنية لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تنسيق استخباراتي رفيع المستوى، شاركت فيه كل من وكالة الجريمة الوطنية البريطانية (NCA) وإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA)، إلى جانب مركز التحليل لمكافحة تهريب المخدرات عبر الأطلسي (MAOC).

وقد تم توجيه العملية ميدانيًا من قبل مركز الاستخبارات لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة (CITCO)، بالتعاون مع الشرطة الوطنية الإسبانية، والحرس المدني، ومصالح الجمارك.

وتشير المعطيات الأولية إلى أن القارب كان يخطط لإجراء عملية تفريغ في عرض البحر، حيث كان من المنتظر أن تقترب منه مركبة بحرية صغيرة وسريعة لنقل الشحنة إلى اليابسة، على الأرجح باتجاه الأراضي الإسبانية أو أسواق أوروبية أخرى.

تعكس هذه العملية الجهود المتزايدة التي تبذلها السلطات الإسبانية وشركاؤها الدوليون في محاصرة ممرات التهريب البحري، والتي تُستخدم بشكل متزايد لتهريب الكوكايين القادم من أمريكا الجنوبية.

وتمثل جزر الكناري موقعًا استراتيجيًا حساسًا على طريق عبور الكوكايين نحو أوروبا، ما يجعل من تعزيز التنسيق الدولي والاستخبارات البحرية أمرًا بالغ الأهمية في الحرب العالمية ضد المخدرات.