kawalisrif@hotmail.com

طنجة والجزيرة الخضراء توحّدان الصفوف وتطلبان من الاتحاد الأوروبي دعماً أكبر لمشاريعهما المشتركة

طنجة والجزيرة الخضراء توحّدان الصفوف وتطلبان من الاتحاد الأوروبي دعماً أكبر لمشاريعهما المشتركة

في زمن تتزايد فيه التحديات الجيوسياسية على ضفتي المتوسط، خرجت مدينتا طنجة المغربية والجزيرة الخضراء الإسبانية بموقف موحّد يعكس نضجًا في الرؤية وشراكة استراتيجية عابرة للحدود، مطالبتين الاتحاد الأوروبي بدعم حقيقي وملموس لمشاريعهما الطموحة التي تستهدف ترسيخ التعاون الثقافي والاجتماعي والاقتصادي في فضاء البحر الأبيض المتوسط.

الاجتماع الذي جمع بين عمدة الجزيرة الخضراء، خوسي إيناسيو لاندالوثي، ونظيره الطنجاوي، منير ليموري، جاء في سياق تصاعد الاهتمام الأوروبي بمنطقة المضيق، التي باتت لا تُعد فقط ممرًا مائيًا استراتيجيًا، بل فضاءً واعدًا للتكامل الإقليمي والتعاون الثقافي.

وفي تصريحات وُصفت بـ”الدافئة والواضحة”، شدد المسؤولان على أن ما يربط المدينتين “أعمق من المسافة البحرية التي تفصلهما”، مشيرين إلى الروابط التاريخية والاجتماعية التي تتجاوز الحدود الإدارية، لتلامس وجدان الشعوب وتطلعاتها المشتركة.

المحادثات التي حضرها القنصل العام للمملكة المغربية، دريس السوسي، أولت أهمية بالغة للجانب الثقافي كمدخل أساسي لتعزيز التقارب، حيث ناقش الطرفان آليات تنظيم تظاهرات فنية وأدبية تُبرز الغنى التراثي المشترك، من فن الفلامنكو إلى الموسيقى الأندلسية، ومن القصيدة المغاربية إلى الزخرفة المتوسطية.

وأشاد العمدة المغربي، في هذا السياق، بنجاح اللقاء الدولي للغيتار – باكو دي لوسيا، الذي تستضيفه الجزيرة الخضراء سنويًا، معتبرًا إياه نموذجًا حيًا للتبادل الثقافي الحيّ، والذي “لا يحتاج لجواز سفر”، على حد تعبيره، مؤكّدًا استعداد طنجة لاحتضان فعاليات موازية في المستقبل.

منذ توقيعهما على اتفاق التعاون والصداقة سنة 2018، حافظت المدينتان على وتيرة منتظمة من التنسيق، غير أن المرحلة الراهنة، كما عبّر عنها المسؤولان، تقتضي الانتقال من التعاون الرمزي إلى شراكة فعلية على الأرض، قادرة على خلق مناصب شغل وتحريك الاستثمار وتعزيز الدور المحوري للمدينتين في الخريطة الاقتصادية والثقافية للمنطقة.

في هذا الإطار، طالب كل من ليموري ولاندالوثي بدعم مؤسساتي وتمويلي من الاتحاد الأوروبي، لتمويل مبادرات تتخطى الحدود التقليدية للمشاريع التنموية، مشددَين على أن “أوروبا الحقيقية هي التي تُبنى من بوابة الجنوب، حيث تتعانق طنجة والجزيرة الخضراء عند ضفاف الأمل المشترك”.

إذا كان البحر يفصل بين طنجة والجزيرة الخضراء، فإن الجغرافيا وحدها لم تعد كافية لرسم حدود التعاون. فما يجمع المدينتين اليوم هو طموح إلى لعب دور ريادي في إعادة تشكيل العلاقة بين أوروبا وجوارها الجنوبي، على أسس الشراكة المتوازنة والاحترام المتبادل.

الطرفان وجها رسالة ضمنية إلى بروكسيل مفادها :

“إذا كانت أوروبا جادة في بناء محيط آمن ومزدهر، فعليها أن تنظر إلى طنجة والجزيرة الخضراء ليس كمجرد مدينتين حدوديتين، بل كبوابتين استراتيجيتين لمستقبل متوسطي مشترك.”

10/07/2025

Related Posts