في فصل جديد من التصدّعات بين مليلية المحتلة والعاصمة مدريد، شنّ ميغيل مارين، النائب الأول لرئيس حكومة المدينة، هجوماً لاذعاً على وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، واصفاً تبريراته بشأن إغلاق المغرب للمعبر الجمركي بـ”السريالية”.
مارين لم يتوانَ في التشكيك في قدرة الوزير على فهم ما يحدث، معتبراً أن ألباريس “عاجز عن تفسير أو حتى تبرير ما قامت به الرباط”، مضيفاً بنبرة تشكّك: “منذ سنة 2018 لم نسمع أبداً أن الإغلاق مؤقت… ومع ذلك لا يزال الوزير يبحث عن أعذار لا يصدّقها حتى هو.”
وبنبرة تعكس توجهات يمينية متشددة، دعا المسؤول المحلي إلى “تحرير” اقتصاد المدينة من أي اعتماد على المغرب، قائلاً إن الحل يكمن في “النظر إلى الشمال”، في إشارة إلى الرهان على أوروبا بدلاً من الجوار الجغرافي المباشر “علينا تطوير نموذج اقتصادي جديد، لا مكان فيه لجيراننا الجنوبيين.”
وعلى عادته، لم يُفوت مارين الفرصة دون توجيه سهام النقد إلى مندوبة الحكومة المركزية في مليلية، واصفاً أداءها بـ”الكارثي”، وساخراً من مهامها: “هي هنا فقط لتتقاضى الأجر وتُمارس السياسة خلف المكتب … لا أكثر ولا أقل” .
وفي خضم هذه التصريحات الحماسية، يصرّ مارين على إدارة ظهره للجنوب، متجاهلاً أن مليلية، بحكم الجغرافيا والتاريخ، أقرب إلى بني أنصار من مدريد، وإلى الناظور من هامبورغ !
فهل يستطيع فعلاً أن “ينظر إلى الشمال”… دون أن يتعثر في بوابة بني أنصار المغلقة ؟ أم أن “السريالية” الحقيقية ليست في تبريرات مدريد، بل في أوهام ساكني الثغر المحتل؟
10/07/2025