حذر تقرير مشترك صادر عن مركز التخفيف من آثار الجفاف بالولايات المتحدة (NDMC) واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) من أن دول البحر الأبيض المتوسط، وعلى رأسها المغرب وإسبانيا وتركيا، أصبحت مؤشرات إنذار مبكر لأزمات جفاف أكثر حدة ودماراً على مستوى العالم. وجاء في التقرير أن موجات الجفاف التي شهدتها الفترة بين 2023 و2025 تُعد من أشد موجات الجفاف في التاريخ الحديث، مستنداً إلى بيانات موثوقة من مصادر متعددة.
وأوضح التقرير أن تداعيات الجفاف تتجاوز ندرة المياه، حيث تؤثر بشكل عميق على حياة المجتمعات، من خلال إجبار الفتيات على ترك الدراسة والزواج المبكر، إلى تعطل الخدمات الحيوية مثل الكهرباء في المستشفيات، بالإضافة إلى البحث عن مياه ملوثة في مجاري الأنهار الجافة. وفي المغرب، يبرز التقرير أزمة مائية متفاقمة بفعل التغيرات المناخية، تهدد الأمن الغذائي والمائي والطاقة، بسبب الاعتماد الكبير على الأمطار الموسمية في الزراعة. كما وصف الأمين التنفيذي لاتفاقية مكافحة التصحر الجفاف بـ”القاتل الصامت” الذي يُهدد استقرار المجتمعات.
في إسبانيا، تسبب الجفاف ودرجات الحرارة القياسية في تراجع محصول الزيتون بنسبة 50%، مما أدى إلى ارتفاع أسعار زيت الزيتون بشكل ملحوظ، بينما شهدت تركيا أضراراً جسيمة نتيجة نضوب المياه الجوفية وانهيارات أرضية. وحذر التقرير من أن هذه الظواهر ما هي إلا نموذج لما قد يواجهه العالم في ظل استمرار ارتفاع حرارة الأرض، مشدداً على أن لا دولة بمنأى عن هذا الخطر. ودعا التقرير إلى تبني حلول مستدامة وطبيعية، مثل استعادة الأحواض المائية وتحسين أنظمة الإنذار المبكر وتعزيز البنية التحتية للطاقة اللامركزية، مع ضرورة مراعاة البعد الاجتماعي والنوعي في استراتيجيات التكيف. واختتم الباحثون بتحذير واضح مفاده أن الجفاف أزمة معقدة تتطلب استجابة عالمية فورية، مع تساؤل محوري حول مدى توفر الإرادة السياسية لمواجهتها.
11/07/2025
