kawalisrif@hotmail.com

فيضانات تشل الحياة في شمال شرق إسبانيا بسبب عاصفة “دانا” المفاجئة

فيضانات تشل الحياة في شمال شرق إسبانيا بسبب عاصفة “دانا” المفاجئة

عاشت مدينة تارازونا ومناطق واسعة من إقليم أراغون شمال شرق إسبانيا، ليلة عصيبة جرّاء موجة عنيفة من الأمطار الغزيرة والرياح القوية الناتجة عن ظاهرة “دانا” الجوية، ما خلّف فيضانات واضطرابات واسعة في البنية التحتية.

وأعلنت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (AEMET) حالة الإنذار القصوى (اللون الأحمر) في منطقة “ريبيرا ديل إيبرو”، داعيةً المواطنين إلى تجنّب التنقلات وولوج الطوابق السفلية والمباني المعرضة للغرق. السلطات المحلية في أراغون أطلقت، من جهتها، خطة الطوارئ من المستوى الأول في مواجهة هذه الظاهرة الجوية العنيفة، حسب ما نقلته وكالة “إيفي”.

في تارازونا، المدينة التي تبعد نحو 80 كيلومترًا عن سرقسطة، اضطرّت فرق البلدية إلى التدخل لإزالة الأشجار المتساقطة وتنظيف الطرقات من مخلفات العاصفة. وقالت آنا كالفو، المسؤولة عن الأمن المدني في المدينة، إن “عدداً من المحلات التجارية تضررت بسبب تسرب المياه، كما غمرت المياه أحد مواقف السيارات وأجزاء من بعض المباني السكنية”.

وقد انخرط السكان في مجهود جماعي لتصريف المياه وكنس الأوحال، وسط أجواء من القلق والارتباك، فيما واصل مركز الطوارئ (112 أراغون) تلقي بلاغات متواصلة حول سقوط الأشجار، وغمر الطرق والمباني بالمياه، حيث تجاوز عدد الحوادث الثلاثين حتى مساء الجمعة.

وفي شمال منطقة بورغوس، تم إجلاء حوالي 400 شخص، أغلبهم من الأطفال الذين كانوا في مخيمات صيفية بمنطقة “لاس ميرينداديس” الجبلية، بعد أن حاصرتهم السيول والعواصف المصحوبة بالبرد. وأشرفت قوات الحرس المدني على العملية دون تسجيل إصابات، رغم صعوبات التنقل التي خلفتها الأرضيات الموحلة.

وتحولت قاعات رياضية إلى مراكز إيواء مؤقتة لهؤلاء الأطفال، خصوصًا في “فيّاركايو”، حيث تم نقل أكثر من 180 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و16 سنة، بينما شهدت بلدة “لوما دي مونتيخا” عملية إجلاء أخرى شملت 140 قاصراً.

وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية نبّهت إلى استمرار الخطر خلال يوم السبت، مع توقعات بهطول أمطار غزيرة مصحوبة بحبات برد يصل قطرها إلى 2 سم في بعض مناطق “هيسكا” و”أراغون السفلى”، إضافة إلى تحذير من رياح عاتية قد تؤدي إلى ارتفاع منسوب الأودية والجداول، خصوصًا في المناطق الجبلية.

ودعت مديرية الحماية المدنية المواطنين إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وعدم المجازفة أثناء التنقل، أو التواجد في مناطق منخفضة أو مجاري المياه.

في مدينة بامبلونا، أدت العاصفة إلى تعليق بعض الفعاليات المرتبطة بمهرجان “سان فيرمين”، أبرزها عرض “الثور الناري” والحفلات المسائية، قبل أن تقرر السلطات لاحقًا استئناف عرض الألعاب النارية المقرر في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً، بفضل تراجع حدّة الأمطار.

تعكس هذه الحوادث هشاشة البنية التحتية في مواجهة الظواهر المناخية المتطرفة، التي باتت تتكرر بوتيرة لافتة في إسبانيا. فبينما تُسارع الجهات المعنية إلى تفعيل خطط الطوارئ، فإن الواقع يُظهر ضرورة مراجعة عميقة لاستراتيجيات الحماية المدنية والتكيّف المناخي، خصوصًا في المناطق الريفية والجبلية.

12/07/2025

Related Posts