في مشهد لا يخطر على بال، تحوّل اعتصام دام لأكثر من عشرين يومًا فوق خزان مائي شاهق ببلدة أولاد يوسف، التابعة لإقليم بني ملال، إلى مأساة دموية هزّت الرأي العام، بعدما أقدم شخص أربعيني يُدعى بوعبيد على الانتحار شنقًا، في أعقاب اعتداء وحشي وغير متوقع على رجل من عناصر الوقاية المدنية.
الرجل، الذي كان قد اختار الاعتصام في العلو احتجاجًا على “الغموض الذي يلف وفاة والده بعد إحالته على التقاعد”، صعّد الأمور بشكل مفاجئ حين تظاهر بفقدان الوعي. لكن ما إن حاول أحد عناصر الوقاية المدنية الاقتراب منه لإنقاذه، حتى انفجرت المأساة…
هجوم مباغت، احتجاز، ثم سقوط مدوٍ من السماء!
بضربات عنيفة، انهال بوعبيد على عنصر الوقاية المدنية، ليحتجزه فوق الخزان المائي لأكثر من ثلاث ساعات في ظروف مأساوية. ورغم محاولات التهدئة، انتهى المشهد بجريمة مرعبة: قام المعتصم برمي المنقذ من الأعلى، غير آبه بحياته ولا بمهمته الإنسانية.
الضحية سقط فوق سرير هوائي تم نصبه مسبقًا لتفادي الكارثة، لكن مصيره لا يزال مجهولًا، وسط ترقب ثقيل يلف الشارع المحلي وسكان الجماعة.
نهاية مأساوية فوق خزان الغضب…
وبينما كانت أعين الجميع مشدودة إلى السماء مترقبة نهاية المشهد، جاءت الخاتمة كصفعة: أقدم المعتصم على شنق نفسه بواسطة حبل، لينهي حياته فوق نفس الخزان الذي شهد احتجاجه، غضبه، وجريمته.
عناصر الدرك الملكي والتدخل السريع حضرت على الفور إلى المكان، وسط صدمة واستنكار واسع من الساكنة التي لم تستوعب كيف تحوّل مطلب بـ”التحقيق في وفاة” إلى عمل دموي راح ضحيته رجل يؤدي واجبه.
من احتجاج إلى مأساة… هل كان بالإمكان تفادي الكارثة؟
القضية ما تزال قيد التحقيق، لكن المشهد الذي وقع فوق الخزان سيبقى محفورًا في ذاكرة أولاد يوسف كعلامة على الألم، والانفجار الصامت لمن يعيش على حافة الانهيار.
12/07/2025