أظهرت النتائج الأولية للتحقيق في حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية “إير إنديا”، الذي أودى بحياة 260 شخصًا منتصف يونيو الماضي، أن الطائرة تعرضت لانقطاع مفاجئ في إمدادات الوقود إلى المحركات بعد لحظات من إقلاعها من مطار أحمد آباد باتجاه لندن.
ووفقًا للتقرير الصادر عن مكتب التحقيق في حوادث الطيران الهندي، فإن الطائرة، وهي من طراز “بوينغ 787-8 دريملاينر”، فقدت قوتها بعد توقف تدفق الوقود، مما أدى إلى فقدان سريع للارتفاع قبل أن يصدر أحد الطيارين نداء استغاثة، لتنتهي الرحلة المأساوية باصطدام الطائرة بمبنى كلية طب قرب المطار.
أسفر الحادث عن وفاة جميع الركاب تقريبًا —241 من أصل 242 — إضافة إلى 19 شخصًا كانوا على الأرض، ليُسجل كأخطر حادث طيران مدني في الهند منذ قرابة 30 عامًا، والأسوأ عالميًا منذ أكثر من عقد.
وكشف التقرير أن الطائرة بلغت السرعة اللازمة للإقلاع، لكن مفاتيح التحكم في الوقود تحولت بشكل مفاجئ من وضعية التشغيل إلى الإيقاف، دون أن يتمكن الطاقم من استعادة السيطرة رغم محاولة إعادة تشغيل المحركات. وأوضحت تسجيلات قمرة القيادة أن أحد الطيارين تساءل عن سبب إيقاف الوقود، ليرد زميله بأنه لم يفعل ذلك. كما أُشير إلى عدم وجود نشاط طيور في مسار الإقلاع قد يفسر الحادث.
وحتى الآن، لم تُحمِّل السلطات أي مسؤولية مباشرة للشركة المصنعة للطائرة “بوينغ”، ولا لمزود المحركات “جي إي إيروسبيس”، مؤكدة أن التحقيق ما يزال في مراحله الأولى. كما باشرت فرق التحقيق بتحليل شامل لتسجيلات الرحلة وصندوقها الأسود وشهادات الشهود والناجي الوحيد، وهو راكب بريطاني يبلغ من العمر 40 عامًا نجا بأعجوبة من الكارثة.
من جهتها، جددت شركة “إير إنديا” تعازيها لأسر الضحايا، مؤكدة التزامها الكامل بالتعاون مع السلطات المختصة للوصول إلى الحقيقة. فيما أكدت “بوينغ” التزامها بتقديم الدعم اللازم للتحقيقات، بينما لم تُصدر “جي إي إيروسبيس” أي تعليق رسمي حتى الآن.
يُنتظر أن تُستكمل التحقيقات النهائية خلال عام، وفقًا للمعايير الدولية، وسط آمال بتحديد الأسباب الحقيقية وراء هذا الخلل المأساوي وتفادي تكراره في المستقبل.
12/07/2025