kawalisrif@hotmail.com

مليلية المحتلة… مغاربة الداخل يفرضون صوتهم … لقاء رسمي يعيد “التربية الإسلامية” إلى قلب الجدل التربوي والإداري

مليلية المحتلة… مغاربة الداخل يفرضون صوتهم … لقاء رسمي يعيد “التربية الإسلامية” إلى قلب الجدل التربوي والإداري

في سياق دينامية متجددة من الحراك المدني والديني، شهدت مدينة مليلية المحتلة تطورًا لافتًا على مستوى العلاقة بين المكوّن الإسلامي والإدارة الإسبانية، بعد أن عقد أعماروش محمدي، ممثل اللجنة الإسلامية بإسبانيا، لقاءً رسميًا مع إلينا فرنانديز تريفينيو، المديرة الإقليمية للتعليم بحكومة الاحتلال، خُصص لبحث إدراج مادة التربية الإسلامية في المؤسسات التعليمية بالمدينة، في خطوة تعبّر عن إصرار المكوّن المغربي على حماية حقه المشروع في التعليم الديني لأبنائه.

اللقاء لم يكن مجرد بروتوكول إداري، بل اعتُبر على نطاق واسع مؤشرًا على تحول نوعي في تعاطي السلطات التعليمية مع الوجود الإسلامي المتجذّر في المدينة. فمليلية ليست مجرد بوابة جغرافية على الحدود المغربية، بل فضاء ديمغرافي غني يغلب عليه الطابع المغربي، ما يجعل تغييب الهوية الدينية في المدرسة العمومية إقصاءً ممنهجًا لشريحة واسعة من المجتمع.

أعماروش محمدي، الذي أضحى وجهًا بارزًا في الساحة المؤسساتية للمسلمين الإسبان، شدّد خلال لقائه مع تريفينيو على ضرورة التعاطي الجاد مع هذا الملف، و”تحقيق العدالة البيداغوجية” من خلال إدراج مادة التربية الإسلامية، إسوة بباقي المواد الدينية المعترف بها في النظام التربوي الإسباني.

وفيما بدا محاولة لامتصاص ضغط الشارع الإسلامي المحلي، أعربت المسؤولة التربوية الإسبانية عن استعداد مبدئي للتعاون، مؤكدة أن وزارتها منفتحة على مبدأ المساواة الدينية، دون أن تُحدد أي جدول زمني للتنفيذ، ما دفع مراقبين للتشكيك في جدية مدريد، معتبرين أن تأجيل الحسم يدخل في إطار المماطلة الهيكلية التي عانت منها قضايا الجالية المسلمة لعقود.

التحرك الأخير للجنة الإسلامية لم يكن منعزلًا، بل جاء ضمن سلسلة من اللقاءات والاتصالات التي أجراها محمدي مع عدة فاعلين، من رئيس الحكومة المحلية إلى مندوبة الحكومة المركزية، وصولًا إلى القيادة العسكرية، ما يُبرز أن المكوّن الإسلامي لم يعد على الهامش، بل أضحى طرفًا فاعلًا يطرق أبواب السياسة والإدارة والدفاع من موقع المواطنة والندية.

وتأتي هذه الدينامية في وقت تعرف فيه العلاقات المغربية-الإسبانية تحسنًا تدريجيًا، ما قد يفسّر انفتاح مدريد النسبي على مطالب المسلمين في المدينتين المحتلتين، تفاديًا لأي توتر قد يهدد التوازن الحدودي مع الرباط.

من منظور مغربي، يُعد هذا الحراك تأكيدًا جديدًا على أن الوجود المغربي في مليلية ليس مجرد معطى ديمغرافي، بل صوت سياسي وثقافي وديني يمضي بثبات نحو انتزاع حقوقه من داخل مؤسسات الدولة الإسبانية، ما يُحرج دعاة “الاستيعاب القسري” ويدفع لإعادة النظر في النموذج الإدماجي بالمدينة المحتلة.

“مليلية ليست فقط مدينة حدودية، بل قلب نابض بالهوية المغربية التي لم تُطفأ رغم الاحتلال”، بهذه العبارة لخّص أحد الفاعلين المحليين مغزى اللقاء بين محمدي والمديرة الإقليمية للتعليم.

وتبقى هذه الخطوة رهينة بترجمتها إلى قرار رسمي ملزم، يضمن لتلاميذ المدينة حقهم في مادة تعكس مرجعيتهم الدينية والثقافية، بدل إبقائهم أسرى فراغ تربوي يهدد هويتهم ويُقوّض اندماجهم.

وفي الانتظار، تواصل اللجنة الإسلامية الضغط الهادئ والطرق الذكي على أبواب الإدارة الإسبانية، في معركة صامتة من أجل اعتراف طال انتظاره.

14/07/2025

Related Posts