kawalisrif@hotmail.com

حين يختبئ الحزب الشعبي خلف البوليساريو للإبتزاز … سيادة من ورق ، ومليلية المحتلة في مزاد الخطاب الانتخابي !”

حين يختبئ الحزب الشعبي خلف البوليساريو للإبتزاز … سيادة من ورق ، ومليلية المحتلة في مزاد الخطاب الانتخابي !”

“من ضيوف «جمهورية الخيام المزعومة» إلى رسائل الرباط : الحزب الشعبي يفتعل الخصومة ويهرب من المسؤولية”

في فصل جديد من فصول التحايل السياسي الإسباني، لجأ الحزب الشعبي (PP) إلى دغدغة الحس القومي في مليلية المحتلة عبر افتعال أزمة دبلوماسية مع المغرب، على خلفية استضافة ممثلين عن “جبهة البوليساريو” في مؤتمره الوطني. خطوة وُصفت في الرباط بأنها استفزازية وتتناقض مع روح الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بينما رأى فيها قادة الحزب فرصة ثمينة لتصوير أنفسهم كـ”حماة السيادة” على المدينتين المحتلتين.

زعيم الحزب في مليلية، خوان خوسيه إمبروضا، والنائبة البرلمانية صوفيا أسيدو، قادا الهجوم على المغرب والحكومة المركزية في مدريد، متهمين الأولى بـ”الابتزاز السياسي”، والثانية بـ”الضعف المفرط” في الدفاع عن المدينة. وردًّا على رسالة احتجاج رسمية بعثها وزير النقل المغربي إلى زعيم الحزب ألبرتو نونيز فيخو، انتفض إمبروضا في تصريحات هجومية، معتبرًا أن المغرب “يتعامل مع مليلية وكأنها ورقة ضغط، ويغلق الحدود ويفتحها متى شاء”، واصفًا سلوك الرباط بـ”الكاشونديو”، أي المهزلة.

لكن خلف كل هذا الغضب المصطنع، يغيب عن قادة الحزب أن مليلية ليست ورقة إسبانية خالصة يمكن توظيفها في الحسابات الانتخابية أو استثمارها في خطاب الهروب إلى الأمام. المدينة التي ظلت على مدى قرون تحت الاحتلال الإسباني، دون أي سند شرعي تاريخي أو قانوني، لا يمكن أن تكون “أرضًا وطنية” بمجرّد رفع الشعارات، خصوصًا في وجه جار يُطالب باستعادة ما سُلب منه وفق القانون الدولي وروح الإنصاف التاريخي.

وبينما يستنكر الحزب الشعبي ما يصفه بـ”تدخّل المغرب في الشؤون الداخلية”، لا يرى بأسًا في استدعاء كيان انفصالي لحضور مؤتمر حزبي، في خطوة تنسف كل التفاهمات المعلنة بين الرباط ومدريد منذ 2022. بل إن مفارقة المشهد تتجلى أكثر حين يُقدَّم “دعم البوليساريو” كمجرد ممارسة ديمقراطية، بينما يُدان أي موقف مغربي يعبّر عن سيادته الرمزية أو يُعيد تنشيط لجنته الوطنية المعنية بملف سبتة ومليلية.

أما النائبة صوفيا أسيدو، فاختزلت الموقف المغربي كله في عبارة “ذريعة سخيفة”، متناسية أن المغرب أغلق الحدود التجارية من طرف واحد عام 2018، أي قبل أي نقاش حول ضيوف المؤتمرات. وكأنها تقول لنا: الاحتلال ثابت، والاستفزاز مباح، وردّ الفعل مرفوض!

الحزب الشعبي، إذًا، لا يدافع عن “حرية دعوة من يشاء”، بل يُمعن في انتهاج سياسة الهروب من واقع مدينة تعاني عزلة اقتصادية، ونزيفًا سكانيًّا، وتهميشًا تنمويًّا، ولا تجد من مدريد سوى خطابات السيادة الفارغة.

ربما حان الوقت ليُدرك الحزب الشعبي أن مليلية ليست منصة استعراض سياسي، ولا طاولة بوكر يُراهن فيها على “العدو الخارجي” كلما ضاقت به سبل الداخل. أما المغرب، الذي وُصم خطابه بالابتزاز، فيبدو أنه يُربك خصومه بمجرد التذكير بأن الشمس، مهما تأخرت، لا تغيب إلى الأبد عن أرضها… حتى لو أطفأتها مؤتمرات شعبوية أو مقاعد من الدرجة الثانية في البرلمان الإسباني.

14/07/2025

Related Posts