صعودٌ متواضع في سباق البلوكشين … المغرب يحصد تمويلاً خجولاً رغم حراكٍ إقليمي متسارع

حلّ المغرب خامساً ضمن خارطة تمويلات البلوكشين الإفريقية لسنة 2024، بعدما اقتنصت شركاته الناشئة 1.5 مليون دولار فقط، أي 1.2 في المائة من 122.2 مليوناً ضُخَّت عبر ثلاثين صفقة كشف عنها تقرير «البلوكشين الإفريقي 2024» الصادر عن Crypto Valley Venture Capital السويسرية بالشراكة مع بنك Absa الجنوب‑إفريقي. وتصدّرت سيشل القائمة بـ38.85 مليون دولار، تلتها جنوب إفريقيا بـ22.54 مليوناً ثم كينيا بـ5.99 مليوناً، فيما اقتنصت كيانات إفريقية أخرى 34.72 مليون دولار.

على الرغم من حظر العملات المشفَّرة في المغرب منذ 2017، يشير التقرير إلى نشاطٍ «تحت الأرض» ما زال حياً، بينما يُعِدّ بنك المغرب مشروع قانون لتنظيم الأصول الرقمية، في إشارة إلى تحوّلٍ تدريجي نحو التقنين. هذا الانفتاح المرتقب يعكس إدراكاً متزايداً للدور الذي يمكن أن تؤديه البلوكشين في تحديث المشهد المالي، لكن التفاصيل التشريعية ما زالت طيّ الكتمان، ما يترك المستثمرين في منطقة رمادية بين الحظر والابتكار.

غير أنّ خبراء استطلعت «كواليس الريف» آراءهم يرون الأرقام «هزيلة لا تليق بطموح المملكة». الخبير المالي بدر بلاج يعزو الوضع إلى غياب إطار قانوني محفِّز، مشيراً إلى أنّ التمويل المتاح جاء عبر استثمار تقليدي وأنّ الشركة المستفيدة تقتصر على نقاط الوفاء بلا عملة رقمية فعلية. أما المتخصص في التطوير الرقمي حسن خرجوج فيحذّر من نقص البنية التحتية الرقمية ونزيف الكفاءات، لافتاً إلى غياب صندوق وطني للابتكار يحتضن المواهب ويحوّل الأفكار إلى منتجات قادرة على جذب رؤوس الأموال الدولية.