kawalisrif@hotmail.com

سباقٌ عمراني يلمّع وجه الدار البيضاء ويُقصي فقرها الصامت

سباقٌ عمراني يلمّع وجه الدار البيضاء ويُقصي فقرها الصامت

بينما يستعد المغرب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، انقلبت الدار البيضاء إلى ورشة مفتوحة تستعجل اللحاق بنموذج “المدينة الذكية” على غرار دبي: مشاريع ملاعب عملاقة بطاقة 115 ألف متفرج، ومدّ خطوط قطارات فائقة السرعة، وتوسيع المطار والميناء، وتصميم شوارع وحدائق ومراكز تسوق عصرية تغيّر ملمح العاصمة الاقتصادية في سباق محموم مع الزمن.

غير أنّ هذا الازدهار العمراني يمرّ عبر هدم أحياء صفيحية في مواقع استراتيجية وترحيل سكانها إلى ضواحٍ بعيدة تحولت إلى “مدن نوم”، مع تفكيك أسواق شعبية و”تنقية” الشوارع من الباعة الجائلين وعربات الحمير بذريعة الانضباط لجمالية المدينة المستقبلية. في قلب هذه التحوّلات تختفي معالم عتيقة مثل حي درب غلف، وتُرمّم أسواق باب مراكش، وتُشَيَّد شوارع جديدة كالجادة الملكية الرابطة بين مسجد الحسن الثاني ووسط المدينة.

هذا الوجه اللامع يثير انتقادات محلية ودولية ترى فيه عرضاً استعراضياً يجمّل الواجهة دون معالجة الفوارق الاجتماعية أو تحسين شروط عيش الفئات الهشّة؛ فخلف الأبراج الجديدة ما تزال عربات متهالكة تجوب الأزقة، وأطفال الشوارع يتسولون عند المداخل، بينما يخشى منتخَبون محليون أن تتحوّل الدار البيضاء إلى “ديكور فاخر” يُخفي فقراً بنيوياً قد يقوّض استدامة النهضة التي يُراهن عليها البلد.

15/07/2025

Related Posts