kawalisrif@hotmail.com

قاصر إفريقي بين الحياة والموت بعد سقوطه من محاولة عبور سياج سبتة المحتلة من المغرب

قاصر إفريقي بين الحياة والموت بعد سقوطه من محاولة عبور سياج سبتة المحتلة من المغرب

في مشهد يعكس قساوة الواقع على الحدود بين المغرب وسبتة المحتلة، نُقل شاب من إفريقيا جنوب الصحراء على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي بلومة كولمينار بعد سقوط مروع من علو يتراوح بين 8 و10 أمتار، أثناء محاولته تجاوز السياج الحديدي المحيط بالثغر المحتل.

ورغم أن السلطات لم تؤكد هويته بشكل رسمي، إلا أن مصادر طبية رجّحت أن يكون القاصر لا يتجاوز سن الرشد.

ووفق المعطيات المتوفرة، فقد تدخلت وحدة إسعاف طبية مجهزة لدعم الحياة (061) لتقديم الإسعافات الأولية، بمؤازرة من عناصر الحرس المدني الإسباني المنتشرة بمحاذاة السياج الحدودي، الذين ساعدوا في تثبيت الشاب المصاب قبل نقله إلى قسم المستعجلات في وضعية حرجة.

وقد خضع الشاب لفحوصات طبية عاجلة بعدما ظهرت عليه علامات رضوض وكسور متعددة، وسط مخاوف من وجود إصابات داخلية تستدعي فحوصات دقيقة. الطاقم الطبي أمر بإجراء اختبارات تكميلية لتقييم خطورة الوضع، في وقت تم إدخاله إلى قسم الطوارئ على الفور لضمان تقديم الرعاية اللازمة.

الحادث ليس معزولاً، بل يأتي في سياق ما يُعرف بـ”الهجرة بالتنقيط”، حيث يتسلل مهاجرون فرادى أو في مجموعات صغيرة إلى السياج الممتد لحوالي 8 كيلومترات، متجنبين محاولات الاقتحام الجماعي التي كانت سائدة في الماضي.

وقد زُوّد السياج خلال السنوات الأخيرة بتقنيات ردعية مثل الأنابيب المعدنية والأسنان المقلوبة، بينما أزيلت الأسلاك الشائكة “الكونسرتينا” وارتفعت الأسوار تدريجياً. في المقابل، زوّدت مدريد الجانب المغربي بتجهيزات رقابة، في محاولة لـ”سدّ الثغرات”.

تُعد محاولة عبور السياج من بين أكثر المسالك خطورةً نحو أوروبا، وقد خلفت في مرات سابقة إصابات خطيرة بل ووفَيات، كما هو حال هذا الشاب الذي عرّض جسده لخطر محقق مقابل بصيص أمل بالعبور.

الحادث يعيد طرح الأسئلة حول مآلات القاصرين غير المرفوقين، الذين يُغامرون بحياتهم في ظل غياب حلول إنسانية وشاملة، وسط استمرار سياسات الردع، والعسكرة، والتعامل الأمني مع قضية ذات أبعاد إنسانية وتنموية بالأساس.

الحدود التي تفصل سبتة عن محيطها المغربي، ليست مجرد حواجز حديدية، بل جرح مفتوح يقطر منه الألم يومياً… وجسد القاصر الذي ارتطم بالأرض، ليس سوى شاهد جديد على مأساة صامتة مستمرة.

15/07/2025

Related Posts