تشهد المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، توتراً غير مسبوق وسط هيئة التدريس، التي عبّرت عن سخطها إزاء ما وصفته بـ”الأزمة العميقة” التي تضرب المؤسسة على المستويات البيداغوجية، الإدارية، والبحثية. وفي بيان صادر عن الجمع العام لأساتذة المؤسسة، المنعقد بدعوة من المكتب المحلي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي، حمّل الأساتذة مدير المدرسة مسؤولية “الانحدار المتواصل”، منتقدين غياب رؤية استراتيجية، وتفشي سوء التدبير المالي والإداري، وانعدام المقاربة التشاركية.
الأساتذة أشاروا إلى أنهم خاضوا طيلة الموسم الجامعي سلسلة من الأشكال الاحتجاجية، من إضرابات ووقفات ومساعي حوارية، دون تحقيق أي تقدم ملموس، حسب وصفهم. وسجّل البيان ما اعتبره تهميشاً متعمداً لهيئة التدريس، حيث تُتخذ قرارات مصيرية في غياب أي تشاور مع الهياكل المنتخبة، ما أسهم في تراجع صورة المؤسسة على المستوى الوطني. كما ندد الأساتذة بتدهور أوضاع التكوين المستمر، بعد توقف عدة مسالك وحرمان حوالي 400 طالب، أغلبهم من أسر محدودة الدخل، من متابعة دراستهم، جراء تأخر صرف الميزانية ومستحقات الأساتذة.
في ظل هذا السياق، قرر الأساتذة تجميد عضويتهم في هياكل المدرسة، ومقاطعة مباراة الولوج للسنة التحضيرية، بالإضافة إلى حفل التخرج المقرر يوم 24 يوليوز. كما أعلنوا عن استعدادهم لتصعيد احتجاجاتهم مع انطلاق الموسم الجامعي المقبل إذا استمر ما وصفوه بـ”سياسة الصمت الممنهج”. وأعربوا كذلك عن رفضهم لمضامين مشروع قانون التعليم العالي، معتبرين أنه يُهمش دور الأستاذ الباحث ويمنح الأفضلية للقطاع الخاص على حساب الجامعة العمومية، بما يمس مبدأي المجانية وتكافؤ الفرص. ودعا المكتب المحلي في ختام بيانه إلى وحدة الصف ومواصلة التعبئة دفاعاً عن كرامة الأستاذ وجودة التعليم العمومي.
20/07/2025