kawalisrif@hotmail.com

اختراق سياسي في جنوب إفريقيا يعيد رسم ملامح الموقف الإفريقي من قضية الصحراء

اختراق سياسي في جنوب إفريقيا يعيد رسم ملامح الموقف الإفريقي من قضية الصحراء

في خطوة لافتة تحمل دلالات استراتيجية، أعلن حزب “أومكونتو وي سيزوي” الجنوب إفريقي دعمه الصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل قضية الصحراء، وهو ما اعتُبر اختراقاً سياسياً ودبلوماسياً نوعياً في دولة طالما صنفت كثاني داعم رئيسي لجبهة البوليساريو بعد الجزائر. ويكتسب هذا الموقف زخماً خاصاً لكونه صادراً عن شخصية وازنة مثل جاكوب زوما، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا وأحد رموز النضال ضد نظام الفصل العنصري، والذي ربط دعمه للمغرب بالسياق التاريخي والنضالي الذي جمع بلاده بالمملكة، مشيراً إلى أن المغرب كان من أوائل الدول التي دعمت نيلسون مانديلا بالسلاح والمال.

الخبير المغربي في شؤون الصحراء والشأن المغاربي، أحمد نورالدين، أوضح في حديثه  أن هذا التحول السياسي غير المسبوق من حزب يحمل رمزية نضالية كبيرة، قد يشكل حافزاً للدول الإفريقية التي ما زالت تعترف بالجمهورية الوهمية لمراجعة مواقفها. فالرؤية التي عبّر عنها زوما لا تكتفي فقط بدعم موقف المغرب، بل تقدم تصوراً مستقبلياً متكاملاً للقارة الإفريقية يقوم على الوحدة، والتنمية، والسلام. كما يضع الموقف الجديد الجزائر في موقع المتهم بعرقلة أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، من خلال تغذيتها لنزعات الانفصال وزرعها لبؤر التوتر في محيطها.

ويرى نورالدين أن هذه الخطوة تتيح للمغرب فرصة سانحة لإعادة التموقع داخل الاتحاد الإفريقي، وتعزيز حضوره كفاعل قاري فاعل يقدم مشاريع ملموسة تتجاوز الشعارات، في مجالات كالأمن الغذائي، والاندماج المالي، والسلم، ومكافحة الإرهاب. من هنا، تصبح مهمة الدبلوماسية المغربية والأحزاب الوطنية واضحة: التحرك الذكي والمنظم لتعزيز هذا المنعطف التاريخي، وعرض النموذج المغربي في التعاون والتكامل الإفريقي كبديل عن السياسات العدوانية التي تغذي الانقسام.

20/07/2025

Related Posts