عمال التوصيل يحتجون في الدار البيضاء ضد الاستغلال وخريطة “المملكة المبتورة من أقاليمها الجنوبية”

نظم عشرات من عمال التوصيل في الدار البيضاء وقفة احتجاجية سلمية أمام مقر الاتحاد المغربي للشغل، رفعوا خلالها الأعلام الوطنية ورددوا شعارات تندد بالاستغلال الممنهج وظروف العمل الصعبة، إضافة إلى استنكارهم للتطبيق المعتمد من شركة “غلوفو المغرب” الذي ظهر بخريطة المملكة مبتورة من أقاليمها الجنوبية، مما اعتبروه انتهاكاً صارخاً لوحدة التراب الوطني وسيادته. المحتجون طالبوا الشركة بتصحيح هذا الخطأ فوراً وتقديم اعتذار رسمي، مؤكدين أن المسألة تتجاوز مجرد مطالب مهنية لتصل إلى حماية الوحدة الوطنية.

وكشف العديد من عمال التوصيل، الذين يعملون عبر التطبيقات الرقمية، عن معاناتهم من أجور زهيدة لا تتجاوز في بعض الأحيان 6 دراهم لكل عملية توصيل، دون أي تعويضات عن التنقل أو الصيانة أو الحوادث، كما أنهم محرومون من أي تغطية صحية أو اجتماعية، ويعملون لساعات طويلة وسط غياب الحماية القانونية والنقابية، مما دفعهم للمطالبة الملحة بتقنين المهنة وضمان حقوقهم وكرامتهم. من جهتها، دعت النقابات الشركة إلى فتح حوار جدي، وتحقيق مطالب العمال بدل التهديد بالفصل أو التضييق النقابي، مؤكدين تمسكهم بالاحتجاج السلمي كوسيلة حضارية للدفاع عن حقوقهم، مع تحذير من تصعيد الأوضاع إذا استمر التجاهل.

من جانبه، أوضح عادل بوهوش، عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية لعمال المنصات الرقمية، أن الشركة لا تكتفي بفرض شروط عمل مجحفة فحسب، بل تتعدى على السيادة الوطنية عبر اعتماد تطبيق يظهر خريطة مبتورة للمملكة، داعياً الجهات المختصة إلى التدخل العاجل. وأكد أن العمال لا يعارضون التكنولوجيا، بل يرفضون استغلالهم في ظروف لا إنسانية، مطالباً بإلغاء نظام الطلبيات المجمعة وتحسين التعويضات التي لم تعد تغطي حتى أبسط مصاريفهم، كما نبه إلى الممارسات القاسية التي يتعرضون لها من قبل الإدارة، ومنها إيقافهم المفاجئ بدون إنذار أو مساطر قانونية، إضافة إلى منع تأسيس مكتب نقابي يمثلهم، وهو انتهاك لحقوق دستورية. ودعا بوهوش السلطات إلى التحرك الفوري لضمان احترام السيادة الوطنية وحماية حقوق هذه الشريحة الشبابية التي تعاني في صمت تحت مظلة العمل الرقمي الهش.