سلّط تقرير حديث الضوء على الدور الاستراتيجي الذي يمكن أن تضطلع به كل من البرتغال وإسبانيا في قيادة التحول الطاقي داخل القارة الأوروبية، مستفيدتين من وفرة مواردهما المتجددة وتقدّمهما التقني. وأكدت الدراسة، التي أنجزها خبراء ومسؤولون سابقون في قطاع الطاقة بشراكة بين مؤسسة “فرانشيسكو مانويل دوس سانتوس” البرتغالية ومركز “بروكينغز” الأمريكي، أن الدولتين تقفان في موقع متميز لتطوير سوق الهيدروجين الأخضر، وتوسيع فرص التصنيع الأخضر، بفضل بنياتهما التحتية المتطورة ومؤسساتهما القوية.
ورغم هذا التفوق النسبي، فإن التقرير حذّر من تحديات ملحّة ما زالت تعترض الطريق، في مقدمتها ضعف الربط الطاقي مع باقي دول الاتحاد الأوروبي، وتعقيد المساطر الإدارية الخاصة بتراخيص مشاريع الطاقة، إضافة إلى القيود المرتبطة بشبكات الكهرباء. كما شدد معدّو التقرير على ضرورة إشراك المجتمعات المحلية بشكل فعّال في الاستفادة من المشاريع الطاقية، معتبرين أن تعزيز الربط الكهربائي والهيدروجيني بين شبه الجزيرة الإيبيرية وبقية أوروبا لم يعد خيارًا، بل بات أولوية جيوسياسية ومناخية لا تحتمل التأجيل، خصوصاً بعد انقطاع الكهرباء الواسع الذي شهدته المنطقة في أبريل الماضي.
وأشار الخبراء إلى أن البنى التحتية للغاز الطبيعي المسال في البلدين تمنحهما موقعًا استراتيجيًا في تنويع مصادر استيراد الطاقة، لا سيما من الولايات المتحدة ونيجيريا، في ظل التوجه نحو إنهاء الاعتماد على الغاز الروسي بحلول عام 2027. كما نوّهت الدراسة بالحماس الشعبي الداعم للتحول الطاقي، واعتباره فرصة اقتصادية واعدة، داعية إلى تسريع السياسات والمشاريع بما يضمن انتقالًا عادلاً وشاملاً، يستثمر الميزات التنافسية لكل من البرتغال وإسبانيا. يُشار إلى أن هذا التقرير يُعد الوثيقة الرابعة ضمن سلسلة تقارير ستصدر كاملة قبل نهاية 2025، تحت عنوان “التحول الطاقي في أوروبا.. نحو توازن في معادلة الأمن والاستدامة والتكلفة”.
21/07/2025