أسعار الذهب تواصل الصعود عالمياً وسط ركود يخيّم على الأسواق المغربية

سجلت أسعار الذهب العالمية، يوم الثلاثاء، أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع، بعدما قفزت بأكثر من 1 في المائة مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وعوائد السندات، إلى جانب حالة من الغموض المرتبطة بالمهلة الأمريكية لتوقيع اتفاقات تجارية قبل مطلع غشت. وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 3394,23 دولاراً للأوقية، بينما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة إلى 3406,40 دولاراً. ولم تكن المعادن النفيسة الأخرى بعيدة عن هذا المنحى الصعودي؛ إذ ارتفعت الفضة بنسبة 2,1 في المائة، والبلاديوم بنسبة مماثلة، بينما صعد البلاتين بنسبة 1,4 في المائة.

ورغم هذا الازدهار الدولي، يعاني قطاع الذهب والمجوهرات في المغرب من ركود شبه تام، وفق تأكيد مهنيين بارزين في المجال. المختار كرومي، رئيس جمعية الصائغين التقليديين بجهة الدار البيضاء-سطات وعضو الفدرالية المغربية للصياغين، أرجع هذا الوضع إلى “منافسة غير شريفة” من قبل ممارسات تجارية تنشط على منصات التواصل الاجتماعي وعبر الإنترنت، حيث تُعرض سلع بأسعار تقل عن كلفة الإنتاج. هذه الظاهرة، بحسبه، أربكت السوق وأضرت بالعلاقة بين التجار وزبائنهم، محدثة فوضى تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات التنظيمية، وعلى رأسها مجلس المنافسة، لضمان احترام قواعد السوق.

في المقابل، سجل بعض الانتعاش في سوق الفضة، خاصة في الجنوب المغربي، حيث أقيمت معارض عززت الإقبال على هذا المعدن. حسن أوداود، تاجر مجوهرات من الدار البيضاء، أكد استمرار ضعف الطلب على الذهب رغم حلول فصل الصيف وتوافد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وأضاف أن الرواج الذي كان متوقعاً تزامناً مع حفلات الزفاف لم يتحقق، مشيراً إلى أن بعض المهنيين في القطاع كـ”النكافات” ومشغلي قاعات المناسبات يشتكون من نفس حالة الركود. وبينما تبدو التوقعات إيجابية نسبياً بالنسبة للفضة، فإن الذهب لا يزال يراوح مكانه في دائرة الجمود، دون بوادر انتعاش وشيك.