الدريوش : كواليس الريف
في مشهد يتكرر منذ سنوات، تعيش ساكنة جماعة تمسمان، بإقليم الدريوش، وخصوصًا مركز كرونة، أوضاعًا مزرية تعكس حجم الإقصاء والتهميش الذي تعانيه المنطقة، في ظل غياب أبسط مقومات العيش الكريم.
فرغم الوعود المتكررة التي يطلقها المجلس الجماعي، برئاسة البرلماني منعم الفتاحي، لا تزال أكثر من مائة الأسر محرومة من ضروريات الحياة: لا ماء صالح للشرب، لا كهرباء، لا شبكة أنترنيت، ولا قنوات للصرف الصحي. أما الطرق، فتبقى وعرة وغير معبدة، رغم أن المنطقة تُعد بوابة حيوية لإقليم الدريوش على الواجهة البحرية وتربط ثلاثة أقاليم ، وتستقبل الآلاف من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج خلال فصل الصيف.
— وفي تصريح لكواليس الريف ، عبّر أحد أفراد الجالية المقيمة بألمانيا عن سخطه قائلاً :
> “هل يدرك رئيس المجلس أننا نعيش كالجمال؟ نخزن الماء شهريًا كي نصمد ، لا ماء ولا كهرباء.. كيف يعقل أن نبني منازل تفوق كلفتها 100 مليون سنتيم، ثم نُترك في الظلام؟ أبناؤنا يرفضون المجيء معنا، ويفضّلون قضاء العطلة في بلدان المهجر بدل العودة إلى قرية منسية من التاريخ.”
— وأضاف آخر:
> “أكثر من 40 منزلًا في مركز كرونة بدون أدنى شروط الحياة. منذ 8 سنوات ونحن نطالب بالتوصيلات القانونية والخدمات الأساسية، لكن وعود الرئيس كانت دائمًا مجرد كلام في الهواء. بعضنا اضطر لبيع منزله بثمن بخس، وكأننا نُطرد من أرضنا.”
ووفق شهادات متطابقة، فإن أكثر من 80% من أبناء الجالية يفكرون جديًا في بيع ممتلكاتهم والرحيل نهائيًا عن المنطقة، في ما يشبه هجرة جماعية عكسية، تعكس حجم اليأس وانعدام الثقة في جدية المسؤولين.
في ظل هذا الوضع الكارثي، وجّهت الساكنة نداءً عاجلًا إلى عامل إقليم الدريوش والجهات الوصية، من أجل التدخل الفوري وفتح تحقيق جدي في هذه المعاناة المزمنة التي تحرم أبناء تمسمان، داخل وخارج الوطن، من حقهم البسيط في العيش الكريم فوق أرضهم.
26/07/2025