تخوض اليونان، ولليوم الثاني على التوالي، معركة مفتوحة ضد سلسلة من الحرائق المستعرة التي التهمت منازل ومحاصيل وأجبرت الآلاف على النزوح، في وقت تسابق فيه فرق الإطفاء الزمن للسيطرة على النيران المشتعلة في مناطق متعددة، من بينها شبه جزيرة بيلوبونيز وجزر إيفيا وكيثيرا. وبينما تواصل الطائرات والمروحيات عملياتها منذ الساعات الأولى من صباح الأحد، حذّرت السلطات من أن البلاد تواجه يوماً آخر محفوفاً بالمخاطر، رغم مؤشرات أولية على تحسن طفيف في الأوضاع.
جزيرة كيثيرا السياحية، ذات الطبيعة الخلابة وسكانها البالغ عددهم نحو 3600 نسمة، كانت الأكثر تضرراً، إذ أتى الحريق على نصف مساحتها تقريباً، ملتهماً منازل وخلايا نحل وأشجار زيتون، في وقت أصبح أحد أديرتها مهدداً بالخطر المباشر. عشرات من رجال الإطفاء، مدعومين بثلاث مروحيات وطائرتين، يواصلون جهودهم للحد من زحف النيران التي اندلعت صباح السبت وأجبرت السلطات على إخلاء الشواطئ. وفي المقابل، استجابت دول الاتحاد الأوروبي لطلب أثينا بالمساعدة، حيث بدأت فرق إطفاء تشيكية العمل ميدانياً، فيما يُرتقب وصول طائرتين من إيطاليا خلال ساعات.
ولا تزال 11 منطقة في البلاد في حالة تأهب قصوى تحسباً لاندلاع حرائق جديدة، بالتزامن مع استمرار موجة الحر التي تجاوزت درجاتها 45 مئوية في بعض المناطق، ما زاد من تعقيد مهمة السيطرة على النيران. وفي إيفيا، تسبب الحريق في تدمير مساحات شاسعة من الأحراج وموت الآلاف من رؤوس الماشية، كما أصيبت شبكة الكهرباء بأضرار جسيمة أدت إلى مشاكل في التزود بالمياه بعدد من القرى. أما في جزيرة كريت، فقد تمكنت السلطات من احتواء حريق دمّر أربعة منازل وكنيسة، فيما رفعت قوات الشرطة مستوى اليقظة في ضواحي أثينا تحسباً لحوادث سرقة محتملة في منازل مهجورة غادرها أصحابها بفعل ألسنة اللهب.
27/07/2025