kawalisrif@hotmail.com

فضيحة أخلاقية مدوّية :  الجزيرة القطرية تخذل البقالي لأنه مغربي !

فضيحة أخلاقية مدوّية : الجزيرة القطرية تخذل البقالي لأنه مغربي !

في زمن تكشّف الأقنعة وسقوط الشعارات الزائفة، تبرز قصة الصحفي المغربي البقالي كجرح نازف في جسد الكرامة المهنية والعربية، وكشاهد حيّ على نفاق إعلامي يتغنّى بالحرية حين يشاء، ويصمت عنها حين لا “تليق” بجواز السفر.

البقالي، لم يكن عابرًا في ممرات قناة الجزيرة، بل أحد جنودها. حمل ميكروفونها، ونطق بلسان خطابها، وخاض معاركها الإعلامية في قضايا الأمة. وعندما وجد نفسه في قلب معركة حقيقية — أسيرًا داخل إحدى سفن كسر الحصار على غزة — التفت خلفه فلم يجد أحدًا. لا بيان تضامن، لا خبر عاجل، لا حتى ذكر لاسمه… كأنما اختفى من سجلّ الصحفيين.

أما الجريمة؟ فهي أنه مغربي. لا يحمل جواز سفر غير “مرضيّ عنه” من الدوحة، ولا ينتمي إلى قائمة “المحبوبين” من لبنان أو فلسطين أو سوريا أو الخليج. لو كان كذلك، لرأينا تغطيات خاصة، وبكاءً على الهواء، وتحوّله إلى “رمز للنضال” و”بطل حرية”. لكن البقالي، في ميزان الجزيرة، لا يستحق حتى جملة عابرة.

هذه ليست مجرد خيانة مهنية، بل إهانة مغلّفة بالصمت. القناة التي ملأت العالم صراخًا بحقوق الإنسان، وتصدّرت الشاشات بوجع الشعوب، تبرهِن أنها لا ترى في الصحفي العربي سوى ما يناسب صورتها. وأنها — في العمق — قناة انتقائية، تكيل بمكيالين، وتمنح التضامن على أساس الجغرافيا، لا المبادئ.

ما حدث مع البقالي ليس حالة فردية، بل فضيحة أخلاقية مكتملة الأركان. تفضح الازدواجية، وتؤكد أن من يدّعي الانحياز للحق، يمكن أن يصمت عن الظلم… إذا لم يكن الضحية من “جماعته”.

ولعلّ ما يُثير الغثيان أكثر، أن البقالي لم يُخذل فقط، بل احتُقر، وجُرّد من الاعتبار، لأنه من المغرب. هذا البلد الذي لا تراه الجزيرة إلا من زاوية ملفاتها المشبوهة، متناسية تاريخه ومواقفه، وشبابه الذين يدفعون أرواحهم من أجل قضايا الأمة دون قيد ولا شرط.

اليوم، يدفع البقالي ثمن جنسيته. يدفع ثمن كونه مغربيًا في فضاء إعلامي لا يعترف إلا بـ”الشللية الإعلامية” و”الأخوّة المعلّبة”.

وفي النهاية، نسأل: كم صحفيًا مثل البقالي يجب أن يُخذل قبل أن نعترف أن قناة الجزيرة لم تعد “منبرًا للحق”، بل منصة انتقائية تعيد تعريف الأخوّة بمعايير قطرية ضيقة؟

27/07/2025

Related Posts