kawalisrif@hotmail.com

المسابح العامة في المغرب بين متعة الصيف ومخاطر الإهمال الصحي

المسابح العامة في المغرب بين متعة الصيف ومخاطر الإهمال الصحي

تشكل الأنشطة المائية وجهة مفضلة للأطفال والعائلات خلال فصل الصيف، سواء على الشواطئ أو ضفاف البحيرات أو في المسابح العامة، حيث توفر لحظات من الاسترخاء وتخفيف حرارة الجو، فضلاً عن تحسين اللياقة البدنية. غير أن هذه الفضاءات التي يفترض أن تكون آمنة قد تخفي مخاطر صحية تهدد سلامة مرتاديها، خاصة في ظل ضعف التدبير والرقابة.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور منير السباعي، أخصائي الأمراض الجلدية، أن مشاكل المسابح العامة تنقسم إلى قسمين رئيسيين: الأول يتعلق بالمياه نفسها التي تحتوي على الكلور بنسب قد تسبب حساسية مفرطة للجلد، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية مثل الإكزيما أو الصدفية. كما أشار إلى انتشار الميكروبات عبر المياه، خصوصاً بسبب تبول الأطفال أثناء السباحة لفترات طويلة. أما القسم الثاني فيرتبط بالمستحمين أنفسهم، حيث تساهم الأمراض الجلدية مثل الجرب والقمل، والمشي حفاة داخل ممرات المسابح، في انتشار العدوى بشكل واسع. وأوصى السباعي بتفضيل السباحة في البحر إن أمكن، مع اعتماد تدابير وقائية كالغسل الجيد بالماء والصابون بعد السباحة واستخدام المرطبات.

وتطرح هذه الإشكاليات تساؤلات حول مدى التزام المسابح العامة بمعايير السلامة والشروط التنظيمية. فالأزمة المائية التي تعرفها عدة مناطق بالمملكة، وضعف الموارد البشرية المؤهلة، وغياب التخطيط المالي والإداري الكافي، تجعل صيانة هذه المرافق مكلفة ومعقدة. ويؤدي هذا الوضع إلى إهمال واضح في عدد من المدن والجماعات، وسط غياب مؤشرات على تدخل فعال من السلطات العمومية والصحية لمراقبة هذه المسابح وضمان فضاءات ترفيهية آمنة للمواطنين، باعتبارها حقاً اجتماعياً أساسياً.

30/07/2025

Related Posts