في قصة مأساوية تتقاطع فيها خيوط الأمل واليأس، تحولت رحلة ستة شبان مغاربة إلى الصومال بحثًا عن فرص عمل إلى مأساة إنسانية معقدة، بدأت باحتجازهم على يد جماعة مسلحة حاولت استدراجهم قسرًا إلى صفوفها، مرورًا بهروب محفوف بالمخاطر عبر جبال وصحارى قاحلة، قبل أن ينتهي بهم المطاف في سجن قاسٍ بعد صدور حكم بالإعدام، بتهم وُصفت بالمفبركة. ورغم صدور قرار قضائي يبرئهم ويأمر بترحيلهم إلى المغرب، لا يزالون منذ أكثر من عام ونصف خلف القضبان، ضائعين بين تعقيدات قانونية وغياب تمثيلية دبلوماسية.
يحكي أحدهم، أحمد النجوي، تفاصيل الكابوس الذي عاشوه، بدءًا من عقود العمل الرسمية التي قادتهم إلى منطقة نائية، حيث وقعوا في قبضة جماعة إرهابية حاولت تجنيدهم، فرفضوا، وفرّوا عبر الغابات لثلاثة أيام دون زاد أو ماء، قبل أن يصلوا إلى قرية نائية أبدى سكانها تعاطفًا معهم، ليتحول أملهم بالخلاص إلى اعتقال جديد، هذه المرة من طرف السلطات المحلية التي اتهمتهم بالانتماء لجماعة إرهابية والتخطيط لهجوم مسلح. بعد محاكمة صورية، صدر في حقهم حكم بالإعدام، قبل أن يتدخل القضاء لاحقًا لتأكيد براءتهم إثر تحقيق ميداني، واعتذار رسمي من القاضي باسم الدولة الصومالية.
لكن هذا الاعتذار لم يكن كافيًا لإنهاء محنتهم. فقد بقي الشبان الستة محتجزين في ظروف مهينة داخل سجن مكتظ يفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة، محرومين من حقوقهم الأساسية، في ظل صمت رسمي قاتل. ورغم تدخلات الصليب الأحمر، لا تزال معضلة ترحيلهم عالقة بين غياب جوازات سفر بديلة، وافتقار المغرب لتمثيلية دبلوماسية في بونتلاند. وفي نداء أخير عبر صحيفة “كواليس الريف”، ناشد النجوي السلطات المغربية النظر إليهم كمواطنين يستحقون الإنصاف، قائلاً: “نحن أبرياء، والقضاء الصومالي أنصفنا، فلماذا نبقى هنا في العدم؟”.
31/07/2025