kawalisrif@hotmail.com

اسبانيا :  تعيين جمال سليم سليل مليلية في هيئة أركان الحرس المدني بمدريد

اسبانيا : تعيين جمال سليم سليل مليلية في هيئة أركان الحرس المدني بمدريد

في خطوةٍ لافتة ومليئة بالدلالات، هنّأ خوان خوسيه إمبرودا، رئيس حكومة مليلية المغربية المحتلة، ابن المدينة جمال سليم لحبيب، بمناسبة تعيينه عضوًا في هيئة أركان الحرس المدني الإسباني بالعاصمة مدريد، معتبرًا إياه واجهةً مشرّفةً تعكس كفاءة أبناء مليلية وإسهامهم في صلب المؤسسات الرسمية.

ويُعدّ جمال سليم واحدًا من الوجوه الأمنية التي أثبتت حضورها المهني وكفاءتها داخل الجهاز الأمني الإسباني، في تجسيدٍ حيّ لحقيقة أن أبناء مليلية — رغم وضعية الاحتلال المعقّدة والأسلاك والحسابات القانونية — لم يغادروا أبدًا خريطة الوطن في الوجدان والانتماء، مهما حاولت الروايات الرسمية الإسبانية «تطبيع» الوضع.

وفي سياق متصل، شهدت قيادة الشرطة المحلية بمليلية المحتلة حفل وداع رسمي لكلٍّ من قائد الحرس المدني ونائب قائد القيادة البحرية بعد انتهاء مهامهما بالمدينة وانتقالهما إلى مواقع جديدة داخل الأجهزة النظامية. مناسبةٌ حرص فيها المسؤولون على الإشادة بتفاني القائدين في خدمة الأمن والاستقرار، دون أن تغيب الإشارة إلى ما تقدّمه كفاءات مليلية من رصيد بشري حاضرٍ في الميدان، يُدير ويساهم ويُثبت أن المدينة المغربية تظل عصيةً على النسيان مهما تغيّرت اليافطات.

وأكّدت وزارة الأمن المدني الإسبانية، في بيانها الرسمي، تقديرها الكبير للعمل الذي قام به المسؤولان العسكريان، مبرزةً التعاون القائم بين الإدارات المدنية والمؤسسات الأمنية لضمان الاستقرار في المدن الخاضعة للسيادة الإسبانية في شمال المغرب، في إشارة واضحة إلى خصوصية هذه المناطق التي لم تُمحَ من الذاكرة الجماعية للمغاربة.

ورغم كلّ محاولات فرض الأمر الواقع، يبقى أبناء مليلية الذين صمدوا فيها رمزًا للانتماء العميق للأرض والجذور، يُساهمون بخبراتهم في أي موقع، دون أن يتخلّوا عن أصلهم ولا عن الحلم الكبير بعودة الحقّ لأصحابه. فالأسلاك قد تقطع الطرقات، لكنها لا تقطع شريان الارتباط ولا تُصادر الهوية.

وبين مراسم التعيين وحفلات التوديع وبلاغات الوزارات، يظلّ صوت أبناء مليلية وإصرارهم أكبر من أيّ منصب أو رتبة أو منصّة، يُذكّر الجميع بأنّ المغرب لن ينسى جزءًا من جغرافيته مهما طال الزمن، وأنّ هذه الأرض التي حملت جمال سليم وغيره من أبناء المدينة، ستظلّ تحمل ذاكرةً لا تنطفئ وجذورًا لا تُقتلع، مهما تغيّرت الخرائط والحدود المؤقتة.

01/08/2025

Related Posts