تتردد في أوساط المتابعين والمهتمين بمدينة بني بوعياش بإقليم الحسيمة، علامات استفهام كبيرة حول هوية الجهات التي تقف وراء حماية صاحب مقهى للشيشة بحي ابن خلدون، لا يبعد سوى أمتار معدودة عن مقر الباشوية والقاعة المغطاة، حيث تشير مصادر متطابقة إلى أن المقهى تحوّل إلى وكر مفتوح لتعاطي الشيشة والمخدرات القوية، وعلى رأسها الكوكايين، في مشهد صادم يطرح أكثر من سؤال حول صمت الجهات المعنية.
صاحب المقهى، المدعو “أ. البقالي”، لا يتردد في التباهي بما أسماه “علاقاته الواسعة مع جهات أمنية ومسؤولين نافذين” ، حسب تصريحات متطابقة من أبناء المنطقة، ما يتيح له الاشتغال بحرية تامة وتحدٍّ صارخ للقانون، غير آبه بما قد ينجم عن ذلك من تهديد لأمن وسلامة الساكنة.
ورغم التقارير الإعلامية التي سلطت الضوء على هذه المظاهر الخطيرة، والتي كان آخرها ما نُشر في جريدة “كواليس الريف”، إلا أن الجهات الأمنية والمحلية ما تزال تمارس سياسة الآذان الصماء، وكأن الأمر لا يعنيها، في وقت تُسجّل فيه تنامي الفوضى والتسيّب بشكل غير مسبوق.
وما يزيد من خطورة الوضع، هو الإقبال المتزايد على هذا الوكر من طرف شباب وفتيات وقاصرات، وسط حديث متواتر عن توفير حماية خاصة لصاحب المقهى من طرف بعض المسؤولين، حيث يزعم هذا الأخير أنه على علاقة مباشرة بكل من باشا المدينة ، ورئيس مفوضية الأمن، الذي يُتّهم بالتقاعس عن أداء مهامه وتغليب علاقاته على واجباته المهنية.
وتعزز هذه المعطيات صورة قاتمة عن وضع أمني هش، في مدينة تعيش على وقع انفلاتات متكررة، حيث لا تقتصر الظاهرة على مقهى ابن خلدون فقط، بل تمتد إلى مقاهٍ أخرى، أبرزها مقهى ثانية قرب مقر البلدية، يملكها النائب الرابع لرئيس المجلس البلدي، والتي تُتهم بدورها بتحويل الفضاء إلى مركز لتدخين الشيشة، وتعاطي المخدرات، وممارسة الدعارة، في غياب تام لأي تدخل من السلطات.
فهل باتت بني بوعياش مرتعًا للفوضى المنظمة؟ ومن يجرؤ على وقف هذا التدهور الأخلاقي والأمني؟
02/08/2025