تستعد القنصل العامة الإسرائيلية بالمغرب، دوريت أفيداني، لمغادرة منصبها خلال شهر غشت الجاري، بعد انتهاء فترة انتدابها، في سياق يتّسم بتوتر داخلي غير معلن داخل التمثيلية الدبلوماسية الإسرائيلية في الرباط. مصادر مطلعة أفادت لـ”كواليس الريف” أن مغادرة أفيداني تأتي وسط صراع نفوذ محتدم بينها وبين رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي، يوسي بن دافيد، ما ألقى بظلاله على سير العمل الدبلوماسي وأدى إلى تعثر عدة ملفات حيوية داخل البعثة.
الخلاف بين الطرفين لم يقتصر على تباين وجهات النظر حول المهام الدبلوماسية، بل تطوّر إلى محاولات متبادلة لتجاوز الصلاحيات وفرض السيطرة على ملفات دقيقة، من قبيل التعيينات الداخلية، وتدبير العلاقات مع المسؤولين المغاربة، بالإضافة إلى الأنشطة المرتبطة بالملحق العسكري. وتشير معطيات “كواليس الريف” إلى أن محيط القنصل العامة اتهمها بالسعي إلى إحكام قبضتها على مفاصل السفارة، وهو ما عمّق الانقسام وخلق مناخاً مشحوناً داخل الفريق الدبلوماسي.
رحيل أفيداني يأتي في ظل فتور نسبي في العلاقات المغربية الإسرائيلية، في ضوء التصعيد المتواصل في قطاع غزة وتنامي الرفض الشعبي المغربي لمسار التطبيع. كما يتقاطع مع سلسلة توترات تشهدها البعثات الإسرائيلية عبر العالم، والتي كثيراً ما تعاني من صراعات خفية بين الدبلوماسيين والأجهزة الأمنية، إلى جانب الفضائح التي لاحقت بعض مسؤوليها، من بينهم دافيد غوفرين، رئيس مكتب الاتصال السابق بالرباط. وتترقب الخارجية الإسرائيلية تعيين خليفة لأفيداني في محاولة لاحتواء الأزمة وإعادة الانسجام داخل التمثيلية الدبلوماسية.
04/08/2025
